السبت، 25 أكتوبر 2014

الترغيب في الزواج


جعل الإسلام الزواج مبدأً من مبادئه وجزءاً من شريعته ، فمن عدل عنه وتركه فقد ترك جزءاً من الدين ، ولهذا دعى النبي إليه فقال: ) يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج .. (
 وتستحب الخطبة عند طلب الزواج وعند اجراء العقد ، تأسياً بالنبي وهي حمد الله تعالى والشهادتان والصلاة على النبي والوصية بالتقوى والدعاء للزوجين ويستحب للتبرك تلاوة آية من كتاب الله وحديثٍ من سنة رسول الله قال تعالى: ] ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [ .الروم  21 . من تأمل هذه الآية وجد أنها صغيرة في حجمها كبيرة في معناها عظيمة في مرماها جزيلة في مغزاها ، فقد ذكرت الآية المودة وهي حب وتمن معاً ، والتمني شوق ، ولا بد لمن أحب أن يتوق إلى من يحب روحياً وبدنياً  ومن أحب شخصاً تمناه ، وكلما زاد حبه له اشتهاه .
ولا شك أن البيت الذي لا يقوم على اسس المودة والرحمة ، لا يملك عوامل الاستمرار ولا عناصر الاستقرار ، جاء رجلُ الى عمر بن الخطاب وقال : أريد أن اطلق زوجتي ، قال عمر : ولم ؟ أجاب الرجل : إنني لا أحبها فقال عمر : وهل كل البيوت بنيت على الحب ؟ فاين الرعاية والذمم . عمر استنكر مبدأ اعتبار الحب وحده أساس البيت ، وهو فهمُ عميق حكيم لحقيقة الحياة الإنسانية يبين أن الحب مقياس متقلب  يختلف حكمه بين الساعة والساعة ، وأن الحياة الأسرية تقوم على اسس ثابتة ، تمثلها المودة التي تسمو فوق التقلبات العاطفية ، والرحمة التي تجعل التسامح بين الزوجين هو المبدأ الذي به تعالج اسباب الخلاف . 
إنها حكمة الله الذي جعل بين الزوجين تجاذباً فطرياً ، وهو الاساس الأول للعلاقة بين الزوجين والذي لا تحلوا بدونه الحياة . هذا التجاذب ينشأ عن المودة وهي حنين وعن الرحمة وهي حنان والحنين والحنان هما آيات الحب الذي يرتبط كلا منهما بالآخر ، فيسكن كلٌ منهما إلى الآخر  والسكن هنا سكن روحي وقلبي ، سكن روح إلى روح من جنسه وسكن قلب إلى قلب من جنسه  فيصبح الزوجان زوجاً واحداً ويصبح القلبان قلباً واحداً ، والموده هنا ليست من نوع المودة بين الآباء والأبناء ، ولا من نوع المودة التي توجد بين الاصدقاء ، وكذلك الرحمة هذه الرحمة الخاصة بين الزوجين ، هي غير التي بين الناس الآخرين ، أنها سرٌّ من اسرار الله ، ولهذا كانت آية يجدها من يفكر فيها ويتدبر ، ومن يتزوج يجمع الروح بالروح لا الجسد بالجسد  ومن يتزوج ممن يكون قلبها من نوع قلبه  وروحها من نوع روحه ، يتزوجها باسم الله  وغايته إتمام أمر الله وتحقيق حكمته وآياته  والزواج أمر فطري في الإنسان وسنة الإسلام قال رسول الله : ) من أحب فطرتي فليستن بسنتي وإن من سنتي النكاح ) . والزواج في نظر الإسلام ليس كله تكاليف ، فإلى جانب التكاليف فيه متعه فالغنم بالغرم مبدأ من مبادئ الإسلام ، والأمل في التمتع يدفع الإنسان دائماً إلى النشاط والاستمرار في العمل وتحمل المسئوليات . والإنسان بحاجة إلى التمتع في الحياة ، ولكن في حدود الحلال أو التمتع الطيب روى مسلم أن النبي r قـال :
الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) 
 إن القرآن يحدد الغاية من الزواج بالتآلف والتراحم والعدل والمساواة لا بين الزوجين فقط بل بين أفراد الأسرة بكاملها . فقد جاء الأمر بالابتعاد عن الأقارب في اختيار الزوجة فقال عليه السلام : اغتربوا لا تضووا ) أي لا تهزلوا  وذلك بهدف تقوية وتاليف الروابط بين الأسر .
وقد حدد الله عقد الزواج بالفاظ ذكرها في كتابه ، وأوجب الوقوف عندها والتعبد بها كألفاظ العبادة فهو : مبادلة روح بروح وعقد رحمة ومودة ، وعقد الزواج أقرب إلى العبادات منه إلى عقود المعاملات ، لذا يجرونه على اسم الله وكتابه وسنة رسوله وأرشدنا الله إلى الاختيار الحسن فقال تعالى : ] وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم [ النور 32 . وقال رسول الله : ) إذا خطب اليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي وصححه . وقالe:نكح المرأة لأربع لمالها لحسبها ولدينها ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك  ) .      
وقد أباح الإسلام النظر للمخطوبة لورود الأمر بذلك ، فقد ثبت أن النبي قال لرجل تزوج : ) أنظرت اليها قال: لا قال : انظر اليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) رواه الترمذي والنسائي
لأن ذلك أدعى لدوام المحبة والألفة ، أما الاختلاط بالخطيبة على سبيل التجربة قبل الزفاف باسم المدنية الخداعة التي غزتنا في ديننا واخلاقنا وسلوكنا ، مقلدين الغرب الكافر بذلك دون إحساس بالخطر الذي يتربص الغفلات  والنـزوة التي تستزل الأقدام مما يؤدي إلى ما يعلمه الجميع من المآسي والويلات ، فكم دُمرت بيوت وكم تلوثت سمعة كانت بريئة نتيجة التقاليد الأجنبية التي خنعت لها نفوسهم الضعيفة وانحنت هاماتهم الخاوية أمامها .
إن الذين يفعلون ذلك بدعوى ارتباط الخطيبان بالحب قبل الزواج ، ينسون أو يتناسون ما أرشدت اليه الأحاديث النبوية بالظفر بصاحبة الدين ، وإن استمساك الزوجين بعروة الدين  واختيار كل واحد منهما للآخر على اساسه  هو الذي يبعدهم عن منافذ الفساد وذرائع العابثي





 

 


الترغيب من الزواج

إن المحافظة على الحياة وطلب امتدادها إلى قيام الساعة من تعاليم الإسلام ، الذي اهتم ببناء الأسرة ووضع لذلك أساساً في مراسم الخطبة وعقد الزواج والزفاف ورسم الخطوط العريضة التي تحقق للحياة الزوجية البهجة والسعادة والطهر والهناء . فرغب في الزواج وجعله عبادة ، وجعل قضاء الوطر في ظله قربى يؤجر المرء عليها ، روى مسلم أن أناساً من أصحاب النبي e قالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ، فقال : ) أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به ؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمرٌ بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة  قالوا يا رسول الله ؟ أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) .رواه مسلم    
وليس المقصود من الزواج قضاء وطر وراحة بدنٍ ثائر فهو أسمى من ذلك وأعظم لما ورد في الأثر : ) تخيَّروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء ) .
فقد جعل الإسلام الزواج مبدأً من مبادئه وجزءاً من شريعته ، فمن عدل عنه وتركه فقد ترك جزءاً من الدين ، ولهذا دعى النبي   إليه فقال :
) يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج .. ) .
ومن لم تتوفر لديه الكفاية وعدم الزواج فقد أمره الله بالاستعفاف قال تعالى : ) وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا ، حتى يغنيهم الله من فضله (
وقد بينت الشريعة الأسس الثابتة التي تقوم عليها الحياة الأسرية فجاءت آية الزواج موضحةً ذلك قال تعالى:) ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ( الروم 21 .
من تأمل هذه الآية وجد أنها صغيرة في حجمها كبيرة في معناها عظيمة في مرماها جزيلة في مغزاها .
ذكرت الآية المودة وهي حبٌ وتمنٍ معاً
والتمني شوق ، ولا بد لمن أحب أن يتوق إلى من يحب روحياً وبدنيا ، ومن أحب شخصاًً تمناه   وكلما زاد حبه له اشتهاه .
اقتضت حكمة الله أن يكون بين الزوجين تجاذباً فطرياً وهو الأساس الأول للعلاقة بين الزوجين   هذا التجاذب ينشأ عن المودة وهي حنين ، وعن الرحمة وهي حنان ، والحنين والحنان هما آيات الحب الذي يرتبط كلاً منهما بالآخر ، فيسكن كلٌ منهما إلى الآخر  
والسكن هنا سكنٌ روحيٌ وقلبي
سكن روح إلى روح من جنسه
وسكن قلبٍ إلى قلبٍ من جنسه
فيصبح الزوجان زوجاً ويصبح القلبان قلباً واحدا  
أما المودة التي ذكرت الآية ، فهي ليست من نوع المودة التي بين الآباء والأبناء ، ولا من نوع المودة التي توجد بين الأصدقاء .
وكذلك الرحمة فهي غير التي بين الناس الآخرين إنها سرٌّ من أسرار الله ، ولهذا كانت آية يجدها من يفكر فيها ويتدبر .
ومن يتزوج ممن يكون قلبها من نوع قلبه وروحها من نوع روحه ، يتزوجها باسم الله وتكون غايته إتمام أمر الله وتحقيق حكمته وآياته بالزواج الذي هو أمر فطري وسنةٌ من سنن الإسلام .

اهتمام الشريعة بالزواج

اهتمت الشريعة بالزواج ، ففصلت قواعده وأحكامه ، ونظمت هذه الأحكام لتكتسب بذلك رعايةً وقدسية ، ويشعر الزوجان أنهما يرتبطان برباط شرعي ، فكان الزواج من أقوى الروابط التي تربط بين الزوجين ،لما فيها من توحيد القلوب والتقائها على اسم الله وسنته .
ولم تكن الشهوة المغروسة في الإنسان ، مقصودةٌ لذاتها في الزاج ، بل هي وسيلةٌ لحياةٍ زوجيةٍ هانئة وسببٌ لتكوين عائلةٍ يأنس فيها الزوجان ويسعدان بتلك الرابطة المقدسة ، التي تنمو بها الأمة ، ويحفظ بها النوع الإنساني ، وترتبط فيها العائلات بأقوى الروابط الإنسانية ، والتي لولاها لاختل نظام المجتمع الإنساني ، ولما كان التعاون والتآلف من ثمرات الزواج ، وقد أوجبت الشريعة أن يكون الزواج من عائلتين ، ليحصل الارتباط بينهما بعلاقة المصاهرة .
فالرجل والمرأة متكافلان في الحياة الدنيا من نفس واحدة ، بعضهم من بعض يتمم كل واحد منهما الآخر ، وأساس الصلة بينهما المودة والرحمة , قال تعالى : ) ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا وجعل بينكم مودة ورحمة ( .
والرجال أنصافٌ تتلمس أنصافها الأخرى في مخادع النساء ، ومن تزوج فقد عصم نصف دينه والزواج أمر فطريٌ في الإنسان وسنةٌ من سنن الإسلام الموافقة لسنة الحياة ، قال تعالى :
) الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ( .
وقال رسول الله ) من احب فطرتي فليستن بسنتي وإن من سنتي النكاح ) .
وهكذا جاء الإسلام موافقاً للفطرة ولسنة الكون والزواج هو القانون الاجتماعي السليم الذي تلتحم فيه سنة الإسلام مع سنة الكون ولن تجد لسنة الله تبديلا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق