أن نرجع الى الله في وقت تتبرأ حكوماتنا
من نية الحرب وحتى من نية الاستعداد له ولا خجل من التصريح بأن الحرب ليست حلاً ،
إن هذه النيات الحسنه لن تجدي بل سوف تزيد طمع الطامعين لانحياز الدول الكبرى
لجانب المعتدي والكيل بمكيالين بخصوص المشاكل التي تقع في أنحاء متفرقه من العالم
فما حصل في زائير والملايين التي تموت جوعا وفي الصومال والبوسنه والشيشان دليل
واضح على أن أنياب هؤلاء المتحضرين تسيل شزاهة وحقداً على الشعوب الضعيفه ثم
يعلنون بأنهم يريدون إحلال السلام الذي ليس له وجود . فما المطلوب منا ازاء ما
يجري ؟ إنه الاعداد والاستعداد وحشد الامكانات لمواجهة هذا المصير المؤلم وعدم
التخوف من التفوق التكنولجي لدي الاعداء ، وتاريخنا خير شاهد على ما نقول فالنصر
ليس دائماً للأكثر سلاحاً أو عتادا فالروم
والفرس كانوا أكثر من المسلمين عدداً وعتاداً حينما هُزموا ، لأن أسباب النصر
والهزيمة من عند الله وما علينا إلا أن نُعدَ العدةَ كما طلب منا الله لأنه ليس
عند الله أزمة وسائل فهو يحي ويميت وعنده القدره على أن ينصرنا عليهم بشرط أن نؤمن
به كما طلب منا لأن الايمان هو القوه التي تصنع الانسان وتصنع ألأمل وتصنع ألنصر .
ان الذين يؤثرون الدنيا ويحبون الحياة سوف يغادرونها رغم أنوفهم فلم الخوف والجبن
، إن الإيمان لا يريد منا أن نقف مكتوفي ألأيدي أمام البغي ألأكبر وأن نلتمس
ألأمان في أحضان الكفر الذي لم يجده أخلص العملاء لهم والشواهد على ذلك كثيره فهذا
موبوتوا العميل المخلص لم يجد ألأمان وما حصل لشاه إيران دليل على ذلك أيضا مما
يدل على أن حصن ألأفاعي قد يكون أكثر أمناً من أحضان الكفر الغادر . إن المصالح هي
لغة هذا العالم القاسي الذي لا يرحم والزلزال القادم لا يرحم أحدا والانهيار
السياسي سوف يشمل الجميع ، اننا نريد صحوة قبل أن ينهدم كلُّ شيء لأننا أمام دول
غادرة معتدية لا ذمة لها ولا عهد ولا ميثاق . فهل آن لنا أن نواجه ألأخطار وأن نكف
عن الاسترخاء وأن نصحوا وأن نُفيق إذا علمنا أن أمريكا تعتبر أن كترة النسل يشكل
خطراً عليها لذا فإن كسينجر عندما قدَّم تقريراً منذ سنوات الى الرئيس كارتر
مشيراً فيه الى ارتفاع معدل المواليد في العالم الثالث وأن ذلك يُشكِّل خطراً على
ألأمن القومي ألامريكي لذا بادرت أمريكا الى عقد مؤتمرات السكان فقد جرى في
البرازيل وحدها تعقيم خمسة وعشرين مليون امرأه في سن الإنجاب . كما يجب أن نعلم
بأن في إسرائيل تيارات مختلفه منها التيار العلماني والذي يذكرنا بأن الصهيونيه
علمانيه لا دينيه فهم لا دينيون ويطالبون بأرض الميعادوأكبر دليل على ذلك الاحتفال
المئوي بالصهيونيه في مؤتمر بال في سويسرا ، لم يذهب رئيس دولة اسرائيل ولا رئيس
وزرائها لحضوره وظل رئيس الحركه الصهيونيه يلف على الموائد ليجمع التبرعات لتصب في
خزائن اسرائيل ، وإني أيها الاخوه أذكر بأن سياسة نتنياهو على جرمها وقسوتها هي
أقل فتكاً من السياسه التوسعيه التي مارسها التيار العلمانيّ ممثلاً في حزبي العمل
الاسرائيلي . إن سياسة اسرائيل تقوم على التوسع والعدوان وضرب القوانين الدوليه
بعرض الحائط مما يدل على عداوتها لنا والتي ستظل قائمه الى قيام الساعه مصداقاً
لقوله تعالى : { لتجدنَّ أشدَّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود } إن اليهود كانوا
وراء إثارة النعرات القومية في دولة
الخلافة الأخيره ووراء الانقلابات التي إبتدأت بعزل الشريعة عن الحكم
وانتهت بإلغاء الخلافه جملةً على يدي أتاتورك اليهودي ، وليس هناك ما يماثل معركة
اليهود مع الاسلام إلا معركة الصليبيه لذا حذر الله ألأمة المسلمه من اليهود
والنصارى على حدٍ سواء فقال يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء
. إنهم يتولون محاربة حركات الاحياء والبعث الاسلامية في كل مكان على وجه ألأرض
يساعدهم حكام يسالمونهم ويذلّون شعوبهم مخالفين بذلك تعاليم الاسلام الذي يتحقق
بإقامة منهج الله في الأرض خضوعاً وطاعةً وإتباعا وما عدا ذلك لا يكون من الاسلام
في شيء كما لن يكون الاسلام شعائر وعبادات أو تهذيباً خلقياً أو إرشاداً
روحياًوكفى بل يجب أن يتبع ذلك كله الاثار
العمليه الممثلة في منهج الحياه الموصول بالله الذي تتوجه اليه القلوب بالشعائر
والعبادات . هذا هو الاسلام كما يريده الله ، ولا عبرة بالاسلام كما تريده أهواء
البشر ،ولا كما يصوره أعدائه المتربصون به . إن الاسلام دينٌ وعقيدةٌ ونظام ، دينٌ
الهي وعقيدةٌ أخلاقيه ونظامٌ متكامل يجمع بين اقتصادٍ عادل ومجتمعٍ سليم ، وتشريعٍ
مدنيٍ وجزائي ودولي .. وهو يملك مقومات البقاء والنماء في الحاضر والمستقبل ، وتقوم
فلسفته في الحكم على أساس عدل الحاكم وطاعة المحكوم .. وان الحاكمية لله وحده
ووظيفة الحاكم تنفيذ الشريعه فإن أحسن وجبت له الطاعه ، وإن أساء انتقضت طاعته
ووجب تقويمه . إن العودة الى الدين هي زاد المجاهدين يشعر معها المؤمنون أنهم جند
الله لا جند الطواغيت وأنصار الحق لا أنصار زيد وعمر سلاحهم الإيمان وزادهم التقوى
، إن هذا النطق يجري في كل مجرى وفي كل إتجاه فالقيادة بلا إيمان خيانه والسياسة
بغير إيمان دجل ، والتجارة بلا إيمان غش ، والجندية بلا إيمان جبن ، وكل ما عدا
ذلك باطل يدفع باطلا وشبهة تسوق شبهات انه حتمية فوق كل الحتميات وراحةٌ روحيةٌ
تصنع ألاعاجيب وتحقق المعجزات . وإن من الظلم أن تُحرم هذه ألأمه من كتاب ربها
وسنة نبيها ، وتحتكم اليهما فيما يعرض لها من أحداث وشئون ، وتعتبر التدين شرفاً
لا عارا ، والإيمان بالله جداً لا لغوا ، إن دول الكفر تأبى علينا ذلك ، ونحن نأبى
إلا ذلك ، ومما يؤسف له أن هذا الإباء لا يأتي من الخارج فقط ، فإن بيننا أُناس
يضيقون بحكم الله ويحتكمون الى الطاغوت . وإن السلطات في بلاد الاسلام تقع في أيدي
هؤلاء فعلا ، وقد أوقعت بالإسلام أبلغ الضرر . وهي التي تستفيد من إفساد دين الله
ودنيا الناس ، ويهمها أن تفسد سياسة الحكم والمال ، وتؤذيها الصحوة الاسلاميه ،
ورغم ذلك تجدُ من يتملقهم ويتزلّف اليهم كذباً ونفاقا . وقد يكونا من العلماء
والذين قد يكونوا هم المعنيون بما ورد في الحديث أن أناساً من أمتي سيتفقهون في
الدين ويقرءون القرآن ، يقولون نأتي ألأمراء فنصيب من دنياهم ، ونعتزل بديننا ، ولا يكون ذلك . كما لا يجتنى
من القتاد إلا الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم إلا ... كأنه يعني الخطايا . وعن جابر
بن عبد الله أن النبي ( ص ) قال لكعب بن عجره : أعاذك الله من إمارة السفهاء . قال
وما إمارة السفهاء ؟ قال أمراء يكونون بعدي ، لا يهتدون بهديي ، ولا يستنون بسنتي
، فمن صدَّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم ، فأولئك ليسوا مني ولست منهم ، ولا يردون
على حوضي ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم ، فأولئك مني وأنا منهم ،
وسيردون عليَّ حوضي . " إنا لنأمل أن يقوم للاسلام رجال لا يخافون في الله
لومة لائم ، يردون عادية الالحاد والفسوق ، ويرفعون أعلام اليقين والمرحمه .
فيدرك
ثأر الله أنصارُ دينه ولله أوسٌ آخرون وخَرْرَجُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق