إننا
ومنذ بداية أحداث الانتفاضة ، ونحن نتناول هذا الموضوع لبث الحزن والأسى ونكتفي
بالشجب والاستنكار ، مع أن الواجب أن نتداعى لقتال اليهود تحت راية الجهاد الذي
قرر حكام المسلمين في إحدى مؤتمراتهم إلغاءه
ناسين أن أمة الإسلام أمة مجاهدة على مدار التاريخ ، ولا يعجزها اليهود
الذين قال الله فيهم :)وإن
يقاتلوكم يولكم الأدبار ثم لا ينصرون(.
الله
يخبرنا بأنهم لا يستطيعون ثباتاً في قتال أمام المسلمين ، وحكامنا يقولون بأننا لا
نستطيع قتال اليهود ، ولم تقنعهم المجازر التي ترتكب كل يوم بأن يتجهوا إلى طريق
الرشد والصواب ، فيعلموا أن فلسطين أرض مباركة رواها المسلمون بدمائهم ، وأن
التفريط بشبر منها جريمة كبرى بل ومن المدهش مناشدة المجتمع الدولي بتدارك الأمر
حفاظاً على استمرار العملية السليمة . وتعطيل شرع الله والجهاد في سبيله وتحريف الكلم
من بعد مواضعه فالله يقول :)واقتلوهم
حيث ثقفتموهم و أخرجوهم من حيث أخرجوكم(. وهم يقولون سنفاوض ونساوم ونسالم والله
يقول:)قاتلوهم
يعذبهم الله بأيديكم(.
ولسان حالهم يقرر التنازل عن كل الأرض مقابل الانسحاب عن نسبةٍ صغيرةٍ منها لإقامة
كيان هزيل عليها .
إنها
صفحة سوداء في تاريخ العرب المعاصر ، أن يُقصف شعب أعزل بالأسلحة الخفيفة والثقيلة
والطائرات ، على مرأى ومسمع مئتي مليون عربي ، وسكوت منظمة الأمم المتحدة التي
ثارت لعقاب العراق منذ سنوات ، حيث تداعت أساطيل الكون لمعاقبته وتدميره ، بينما
كل ما فعلته هذه المنظمة إزاء ما يجري في فلسطين ، هو الدعوة لإصدار مجرد بيان
إدانة وليس عقاب أو وقف مشروع تهويد القدس ، وممارسة ابشع أنواع القتل ثم يأتي المندوب الأميركي فيخرسها بالفيتو ،
وإسرائيل تهزأ بكل قرارات الأمم المتحدة بل وبقرارات واتفاقيات العالم العربي
والإسلامي.
وفي
ظل هذه المواقف المخزية سواء على مستوى العالم العربي والإسلامي أو على مستوى
العالم أجمع ،فإن الشعب الفلسطيني يتعرض لشتى ظروف القهر والإبادة بأيدي النازية
الجديدة وارتكاب المجازر اليومية بحق أطفالنا وشيوخنا ونسائنا ،حتى وصلوا إلى حد
العمل على تدمير البنية التحتية والبيوت الآمنة ، والتجريف الجائر والمجحف بقطع
الأشجار وتدمير المشاريع الخاصة بالبنية التحتية ، وعدم السماح بنقل النفايات
والذي يتسبب بمخاطر بيئية كبيرة على الشعب المسكين ، الذي لا يدري من وين يتلقى ،
هل من المستوطنين الذين اصبحوا دولة داخل دولة ؟ أم من الدولة التي تدفعهم كما جرى
في المسجد في حوسان حيث أصيب ثلاثون فلسطينياً ، في مجزرة متعمدة شأن غيرها من
المجازر وإذا لم تكن تدفعهم فهي تتواطأ معهم بالسكوت عنهم ، وإذا لم يكن هذا ولا
ذاك فإن ذلك يعني أن الجيش في جانب والدولة في جانب والأمن في جانب آخر والكل يصبُّ نقمته وحقده على هذا الشعب الأعزل
المسكين .
وحول
هذا الموضوع نشرت مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية في الولايات المتحدة
بياناً في جريدة الجريدة جاء فيه :"مع تزايد عدد الإصابات وانعدام حالة الأمن
فقد ظهرت آثار نفسية بالغة الصعوبة لدى اسر الضحايا والمصابين أضف إلى ذلك التدهور في القطاعات الحيوية
والتراجع في الناتج الزراعي وزيادة الفقر وتفشي البطالة ، حتى أصبح العشرات من
الفلسطينيين بلا مأوى بعد هدم منازلهم ، وبلا عمل بسبب الحصار المفروض عليهم
ومنعهم من الذهاب إلى أماكن عملهم .
لك
الله يا شعب فلسطين وقبّح الله الذين يقفون موقف المتفرج مما تعاني ، وسيكتب
التاريخ عن تخاذلهم وتآمرهم ما تشمئز منه النفوس وتقشَعِرُّ له الأبدان ، لأنهم
فشلوا حتى في تبني الحد الأدنى لمواجهة الغطرسة الصهيونية واستهتارها بقيمة كل ما
هو عربي .
ولكم
انتظرنا وننتظر منهم أن يتوصلوا ولو إلى صيغة اتفاق مشترك صغير يقضي بوضع حد لما
يجري ، ولكن كعادتهم خرجوا علينا بقرارات وتوصيات ، لم تغيّر شيئاً من الواقع
الأليم ، وكأن ما يجري في واد وهم في واد آخر ، بينما تمشي قوافل الشهداء في كل
يوم لتعبّد لنا طريق العزة والكرامة .
إن
شعب فلسطين يقف وحيداً في الذود عن الشرف العربي في فلسطين وأطفاله الضحية وقد
أوردت بعض الصحف أن العدو الصهيوني أقدم على حقن أطفال فلسطين بالأمراض المستعصية فقد سربت صحيفة بديعوت أحرنوت الإسرائيلية بعض
تفاصيل العملية ، كما ذكرت صحيفة الشبكة العربية بأن حكومة العدو حقنت أطفالنا
بمرض الإيدز ، وهؤلاء الأطفال لا يجدون من يعيد لهم حقهم الإنساني ، ولم نسمع عن
حكومة عربية ترفع صوتها لإثارة هذا الموضوع ، الذي من شأنه أن يكشف وجه إسرائيل
البشع أمام شعوب العالم أجمع .
وقد
كتبت بعض الصحف العربية كالأهرام عن هذه الجريمة الشنعاء تحت عنوان " إسرائيل
حقنت 305 أطفال فلسطينيين بفيروس الإيدز"
وقد يكون التعتيم على هذا الموضوع الخطير حتى لا يؤثِّر على مفاوضات السلام
.
إننا
نواجه التحدي الكبير بالتخلي عن أمضى الأسلحة في المعركة وهو الدين ونقف ضالين
تائهين مسوقين إلى الذبح كالخراف ، فمتى نصحو وإلى متى هذا الضياع الذي تعيشه
الأمة حتى أصبحت غرضاً سهلاً وهدفاً هشاً للأعداء ؟ إن الذين يعملون على تدمير
كيان الأمة وتمزيق شملها والنيل من عقيدتها وإبعادها عن دينها يمهدون للعدو سبيل
النصر عليها ، في حين يهتف القادة اليهود في كل مناسبة أن تعاليم أنبيائهم تملي
عليهم أن يعيدوا هيكل سليمان فوق أنقاض المسيحية والإسلام ، وقد صرّح بذلك قادتهم
بأنه لا معنى لإسرائيل بدون القدس و لا معنى للقدس من غير الهيكل .
وقد
دلت خرافة البقرة الحمراء ، على تمسك اليهود بهذه المقولة ، فقد ذكرت الأخبار أنه
تم الكشف في إسرائيل عن ولادة بقرة حمراء اسمها ميلودي ويقول المبشرون اليهود إن هذه البقرة تحمل
المواصفات التي بشرتهم بها كتبهم الدينية ، التي تقول بأنه بعد ولادة هذه البقرة
بثلاثة أعوام على اليهود أن يطهروا القدس
من النجس القائم وأن يقضوا على كل ما هو
غير يهودي ، وأن يعيدوا بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى ، ويرجعوا مملكة
إسرائيل .
قد
نفهم من هذا الخبر أن هذه الكذبة قد انطلقت تحت الغطاء الديني ولم يعد هناك ما
يمنع من تنفيذها سوى التغطية السياسية الدولية
والموضوع ليس بنكتة أو مزاح وإن بدا كذلك
وإنما هي خطة جاهزة تمت التعبئة لها على الصعيد الديني في المجتمع اليهودي
، ولم يعد ينقصها سوى اللمسات الأخيرة التي قد تجعلنا نشهد خسارة المسجد الأقصى
الذي ينادي ولا مجيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق