قال
تعالى { ولله على حج البيت من استطاع إليه سبيلاً }آل عمران 27 . الحج
فريضة في العمر مرة عندما تتوفر الاستطاعة
، من الصحة وإمكان السفر وأمن الطريق ، والحج مؤتمر المسلمين السنوي العام يتلاقون فيه عند البيت ، الذي صدرت لهم الدعوةُ
منه ، والذي جعله الله أول بيت لعبادته خالصا ،ً فهو تجمّعٌ له مغزاه وله ذكرياته
، التي تصل الناس بخالقهم ، حيث القلوب الخاشعة ، والدموع المرسلة والأكف الضارعة
.
وحين نذكر البيت الحرام ، وما فيه من شعائر في
موسم الحج ، وكل أرض يقال على ساحتها لبيك اللهم لبيك ، فإنما نضع في حسباننا أن
هذا كله خير ، في ميزان القيم للفرد والجماعة
والذين يظنون أن العبادة في الإسلام ، هي أمر بين الله وعباده وكفى ، على
المعنى الكنسي ، إنما يفترون على الإسلام ما هو منه براء ، لأن العبادة في الإسلام
ومنها الحج ، الذي هو ركن من أركان الإسلام ، له كل المساس بشأن الجماعة وهو أمرٌ مشروع خاطب الله به عباده ، وهو فرضٌ
يُعِدُ الإنسان إعداداً صحيحاً ويُؤهله
تأهيلاً مُتكاملاً .
ففي آية افتراض الحج ، قدّمَ الحديث عن البيت
الحرام ، بأنه مُبارك ، ومصدر هداية وأمان
تأكيداً على عظمة هذه الفريضة ، وما لها من أثرٍ في حياة الفرد والجماعة .
فقال تعالى في آخر الآية ( ومن كفر فإن
الله غنيٌ عن العالمين ) . وقد وردت الإشارة في آيةٍ أُخرى ، إلى بعض الحكم
التي تترتب على هذه العبادة . فقال تعال:{ليشهدوا منافع لهم } ومن هذه
المنافع أن يُيَسِرَ الله للمسلم ، أن
يأتيَ بشعائر الحج بدون مخالفات ، ويسعد بزيارة رسول الله ( ص ) ، ويا نعمت
المنفعة ، أن يغسل المسلم بدموعه أوزار المعاصي .
إن كل مسلم منا ، وخاصةً الوافد إلى بيت الله
الحرام ، مسئولٌ عما تعانيه أمة الإسلام في هذه الأيام وأن يكون موسم الحج ،
منطلقاً جديداً يدفع بنا إلى حيث غسل العار ، وإعادة الحق إلى نصابه .
إننا نسأل الله في هذا الموسم ، أن يمد المسلمين
بما يُحرك قلوبهم بدوافع الإيمان والعزيمة ، ليكونوا قادرين على العودة الصحيحة إلى
دينهم ، مصدر عزتهم وقوتهم ، ومن يدري فلعلَّ ساعة من ساعات كرم الله وعنايته ،
تشملُ الوافدين إلى بيته ، المتجردين لعبوديته ، أن يكون لها ما لها إن رحمة الله قريب من المحسنين .
إننا
نسأل الله أن تصدق النيات في هذا الموسم
وتجتمع النفوس على الاعتصام بحبل الله ، وتُجَنَدُ كلُ القوى امتثالاً لأمر
الله ، في الإعداد والاستعداد ، إيماناً وفكراً ، وتنظيماً وتصميماً . ليذكر
الوافدون إلى بيت الله الحرام المسجد الأقصى ، الذي ما زال تحت سلطان اليهود وليذكر كُل مسلم ، بأن وعد الله بالاستخلاف في
الأرض قائم ، ولا بد أن يتحقق ، شريطة أن يسير المسلمون على المنهج الرباني ، وعسى
أن يكون الاغتصاب والعدوان ، والتنكيل والتعذيب
دافعاً من دوافع الرجوع إلى الله ، ليستخلفنا كما استخلف الذين من قبلنا ،
وليمكنن لنا ديننا وليُبْدِلنا من بعدِ
خوفنا أمنا ، إنه على كل شيءٍ قدير .
إن المسلمين تنتظرهم واجبات ، لا يطيق أداءها
أولئك الذين تثقلهم المعاصي ، وتنأى بهم عن جادة الحق ألوان الشهوات ، والخلود إلى
الراحة وطلب العافية والسلامة .
إننا ونحن نتحدث عن فريضة الحج ، التي أكرم الله
بها هذه ألأمه ، نرى أن من واجب أولئك الذين سعدوا بكرم التطلعات إلى خير هذه
ألأمه ومستقبلها ، أن يعملوا على أن يكون الحج ، وما يرافقه من أعمال ، جزءاً من
التربيةِ العملية التطبيقية في إعداد النفس ، الذي يتمثل في العبودية الصادقةِ الخالية
من الجهالات ، التي كان لها الأثر الأكبر في ابتعاد ألأمه عن مدلول الإسلام الصحيح
، ومفهوما ته الأصيلة الغنية بالعطاء .
وإذا ما تنبهت الأمة إلى ذلك واجتنبته ، فيا خير
ما تجنيه من ثمرات ، وعندها فإن ما يكون حلماً أو خيالاً في نظر البعض ، يمكن أن
يتحول إلى واقع مشرق ، وحقيقة ناطقةٍ هاديه ، إذا ما صدقت العزائم وتعاون القادرون
بكفاءاتهم وأموالهم وطاقاتهم ، كلٌّ على
قدر استطاعته وتجنيد كلِّ الطاقات الممكنة
عندها يكون النصر الذي وعد الله به عباده ، إنه قريب مُجيب .
وأخيراً
هنيئاً لأولئك الذين أسعدهم الله بالسفرِ لزيارة بيته ، ونرجوا من الله أن يرزقنا
وإياهم حسن المثوبة وكرم المغفرة إنه سميعٌ مُجيب وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين .
هل على القارن والمتمتع سعيان أو سعي
واحد
الثاني : المتمتع عليه سعيان والقارن عليه سعي
واحد وهذا هو القول الثاني في مذهب أحمد بن حنبل وقول من يقوله من أصحاب مالك
والشافعي رحمهما الله
وقد روى الإمام أحمد ، والترمذي ، وابن
حبان في " صحيحه " من حديث الدراوردي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قرن بين حجته وعمرته أجزأه لهما طواف واحد ولفظ الترمذي
من أحرم بالحج والعمرة أجزأه طواف وسعي واحد عنهما ، حتى يحل منهما جميعا
هل طواف الوداع واجب في العمرة؟ وهل يجوز شراء
شيء من مكة بعد طواف الوداع سواء كان حجاً أو عمرة؟
إن طواف الوداع ليس بواجب في العمرة ولكن فعله
أفضل، فلو خرج ولم يودّع فلا حرج. أما في الحج فهو واجب، لقول النبي – صلى الله
عليه وسلم- :"لا ينفرن أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت" وهذا كان
خطاباً للحجاج. وله أن يشتري ما يحتاج إليه بعد الوداع من جميع الحاجات حتى ولو
اشترى شيئاً للتجارة ما دامت المدة قصيرة لم تطل، أما إن طالت المدة فإنه يعيد
الطواف، فإن لم تطل عرفاً فلا إعادة عليه مطلقاً.
حكم تارك طواف الوداع.
فطواف الوداع مختلف فيه بين أهل العلم. فالجمهور
يرى أنه لا يسقط إلا عن الحائض لما في الصحيحين من أن ابن عباس كان يقول : أمر
الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض. وفي المستدرك أنه
قال: كان الناس ينفرون من منى على وجههم، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يكون آخر عهدهم بالبيت ورخص للحائض. وعلى هذا القول فمن تركه غير الحائض فعليه دم
كمن ترك غيره من واجبات الحج.
أداء طواف الإفاضة مع طواف الوداع بنية
واحدة صحيح
إن تأخير طواف الإفاضة عن يوم النحر إلى
وقت مغادرة مكة جائز، ولا شيء فيه، ويجزئه عن طواف الوداع، وإن لم ينو به الوداع،
كما يجزئه بالأولى، إذا نواهما معاً ، أما إذا نوى الوداع فقط ، فإنه لا يجزئه عن
طواف الإفاضة ، لأن هذا ركن وذاك واجب فهو أعلى منه ، ولا يجزئ الأدنى عن الأعلى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق