الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

مؤامرات الأعداء ضد الإسلام


          
إن المتتبع لمسيرة التاريخ الإسلامي ، يجد أن الكثير من المؤامرات والمتآمرين ، قد وقفوا جميعاً ضد الإسلام ، وقد تعددت هذه المؤامرات ، من اليهود والمنافقين والصليبين والتتار والشيوعيين والعلمانيين  وغيرهم كثير ، ومن الملاحظ أن هذه المؤامرات ، رغم تعددها واختلاف القائمين عليها  وتباعد الأزمنةِ ، إلا أن الكل متفق ، على العمل ضد الإسلام والمسلمين ، والكل يحاول النيل من المسلمين باحتقارهم والاستهزاء بهم .
 ومؤامرات اليهود ومكائدهم ، ترجع في بداياتها  يوم أن تآمروا لقتل رسول الله ، وهي مستمرة حتى اليوم ، لتقويض مبادئ الإسلام وأسسه في أهله ، سواء كان ذلك بمحاولة التشكيك في العقيدة ، أو الوقيعةِ والدس بين المسلمين ، ببث روح الفرقةِ والوقيعةِ بينهم .
 والسؤال الذي يطرح نفسه ، ما هو موقف المسلمين من ممارسات الأعداء في أبشع صورها  بحق المسلمين ، وانتهاك حرماتهم ومقدساتهم ؟
إن ما يحصل ليس غريباً ،لأن العدو يمارس القتل والإرهاب بحق الأبرياء من أبناء المسلمين ، في العراق  والضفة الغربية وجنوب لبنان ، دون أن نرى دعوةً صادقةً لوقف هذه المآسي والنكبات التي حلت بإخواننا هنا وهناك .
إن العراق بلد إسلامي ، كما أن فلسطين بلد إسلامي ، فتحه الصحابة الكرام ، وارتوى ثراها بدمائهم الزكية الطاهرة ، وسيظل بلداً إسلامياً إلى أن تقوم الساعة ، ولا يمكن أن يغير مغيَّرُ حكم الله في وجوب إنقاذه من اليهود ، فذلك فرض عين على كل مسلم ، لاستئصال شأفة هؤلاء المعتدين الغاصبين ، وليعلم كل ذي علم  بأنه لا سبيل لوقف اعتداءات الأعداء ، واستعادة فلسطين ، وإنقاذ الأقصى من رجس الكفر واليهود ، إلا بالجهاد الذي تجاهله المسلمون اليوم
 إننا بحاجة ماسة لفتح باب الجهاد ، حيال توحد دول الكفر ، على عداوتنا ومقاومتنا ، ألا يكفي هذا دافعاً لنا للعمل صفاً واحداً للوقوف أمام هذه الأخطار ، والحيلولة دون تحقيق أغراض الكفر وأهدافه ، وإن الواجب من المسلمين أن يهبوا لنجدة إخوانهم ، الذين يعانون من ظلم الأعداء وبطشهم ، ولا يجوز لنا كمسلمين أن نقف موقف المتفرج لما يجري للمسلمين في كل مكان  ولا يجوز التخاذل أمام هذا الموقف ، إذ لا عذر لأي متخاذل يشاهد تكالب الكفر ، بقضه وقضيضه ، للبطش بإخوانٍ لنا يعانون من الاحتلال . والأمة الإسلامية ومن حولها لا تلقي بالاً لما يحدث ، وكأن ما يجري يقع على سطح كوكب آخر .
إن الأمة هي نفسها الضحية ، وهي المتآمر عليها  وخيراتها هي موضع السلب والنهب ،ودماء أبنائها  هي التي تنزف ، وأبناؤها هم الذين يُقتلون ، ومقدساتها هي محل البحث .
إن المؤامرة على عقيدتنا ، بدأت عند الدعوة للجمع بين المسلم واليهودي ، بإزالة العداوة بينهما  وإيجاد روح المودة بينهما ، فالكفر يعمل جاهداً ليجعل المسلم يأخذ من دينه ، الجانب الذي يتناسب مع أجواء الحياة والمودةِ مع أعداء الله والمؤمنين ، اليهود والذين أشركوا ، إقرار من فوق سبع سموات قال تعالى :{لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا}المائدة 82 .
 هذا النص القرآني الكريم ، يدفع كل مؤتمرات التعايش بين الأديان ، ووقوف الرهبان والأحبار مع المنحرفين من علماء المسلمين ، وتركيز مفهوم أن الإسلام دين السلام ، بشكل مغلوط وغير ذلك من المواقف الخبيثةِ الظاهرةِ والخفية ، لإبعاد الأمةِ عن منهج عقيدتها ، وما هو لازم لهذه العقيدةِ ، من وحدانية الله وربوبيتة ، من الولاء لعباده والبراء من أعدائه قال تعالى:{إنما ينهاكم الله ن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}الممتحنة 9 . وقال تعالى{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}المائدة 51 . وقال{لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله}المجادلة 22 
إن الأمة بانتظار المخلصين الأوفياء للعمل لتخليص الأمة ، مما هي فيه لتنزع ثياب المذلةِ والمهانة والوضاعة ، بانتظار المخلصين ، في وقت ألمت بالأمة المحنُ من كل صوب ، وأحدقت بها الأخطار من كل ناحية ، ويلحقُ بها القتل والتشريد يوماً بعد يوم ، والكفار يسيطرون على بلاد المسلمين ، من خلال خنوع وخضوع الفئةِ المسلطةِ على رقابها ، كما وأنها ترزح تحت سيادة أنظمه الكفر ، وتعاني من الذلةِ والانكسار ، إن هذا الواقع يفرض علينا كمسلمين البحث عن الرؤيةِ الواضحةِ الصادقة ، التي يتلوها العمل الجاد والحازم لتغيير هذا الواقع ، ورد كيد الكافرين والمنافقين وأشياعهم ، وإعادة الأمة إلى سابق عزها ومجدها ، خير أمه أخرجت للناس .
إن الحق لا يحق وان الباطل لا يبطل في المجتمع الإنساني ، بمجرد البيان النظري للحق  والباطل  و بمجرد الاعتقاد النظري بأن هذا حق وهذا باطل  بل إن الحق حق ، وينبغي أن يوجد في واقع الناس  وإن الباطل لا يزهق ويغيب من واقع الحياة ، إلا بتحطيم سلطان الباطل ، وإعلاء سلطان الإسلام  بجعل الحكم يطبق أحكام الإسلام ، ويضعها موضع التطبيق والتنفيذ ، لأن الإسلام ليس مجرد نظريه للمعرفة والجدل ، ولا ديناً كهنوتياً لا يحرك صاحبه لتغيير المنكر ، وقهر الباطل ، بل هو الذي يجعل القائم بالحق والمدافع عنه بحياته سيد الشهداء ، استجابةً لقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله}الصف 10 .

                                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق