إن
المتتبع لمسيرة التاريخ الإسلامي ، يجد أن الكثير من المؤامرات والمتآمرين ، قد
وقفوا جميعاً ضد الإسلام ، وقد تعددت هذه المؤامرات ، من اليهود والمنافقين
والصليبين والتتار والشيوعيين والعلمانيين
وغيرهم كثير ، ومن الملاحظ أن هذه المؤامرات ، رغم تعددها واختلاف القائمين
عليها وتباعد الأزمنةِ ، إلا أن الكل متفق
، على العمل ضد الإسلام والمسلمين ، والكل يحاول النيل من المسلمين باحتقارهم
والاستهزاء بهم .
ومؤامرات اليهود ومكائدهم ، ترجع في
بداياتها يوم أن تآمروا لقتل رسول الله ﷺ
، وهي مستمرة حتى اليوم ، لتقويض مبادئ الإسلام وأسسه في أهله ، سواء كان ذلك
بمحاولة التشكيك في العقيدة ، أو الوقيعةِ والدس بين المسلمين ، ببث روح الفرقةِ
والوقيعةِ بينهم .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، ما هو موقف المسلمين
من ممارسات الأعداء في أبشع صورها بحق
المسلمين ، وانتهاك حرماتهم ومقدساتهم ؟
إن
ما يحصل ليس غريباً ،لأن العدو يمارس القتل والإرهاب بحق الأبرياء من أبناء
المسلمين ، في العراق والضفة الغربية
وجنوب لبنان ، دون أن نرى دعوةً صادقةً لوقف هذه المآسي والنكبات التي حلت
بإخواننا هنا وهناك .
إن
العراق بلد إسلامي ، كما أن فلسطين بلد إسلامي ، فتحه الصحابة الكرام ، وارتوى
ثراها بدمائهم الزكية الطاهرة ، وسيظل بلداً إسلامياً إلى أن تقوم الساعة ، ولا
يمكن أن يغير مغيَّرُ حكم الله في وجوب إنقاذه من اليهود ، فذلك فرض عين على كل
مسلم ، لاستئصال شأفة هؤلاء المعتدين الغاصبين ، وليعلم كل ذي علم بأنه لا سبيل لوقف اعتداءات الأعداء ، واستعادة
فلسطين ، وإنقاذ الأقصى من رجس الكفر واليهود ، إلا بالجهاد الذي تجاهله المسلمون
اليوم
إننا بحاجة ماسة لفتح باب الجهاد ، حيال توحد
دول الكفر ، على عداوتنا ومقاومتنا ، ألا يكفي هذا دافعاً لنا للعمل صفاً واحداً
للوقوف أمام هذه الأخطار ، والحيلولة دون تحقيق أغراض الكفر وأهدافه ، وإن الواجب
من المسلمين أن يهبوا لنجدة إخوانهم ، الذين يعانون من ظلم الأعداء وبطشهم ، ولا
يجوز لنا كمسلمين أن نقف موقف المتفرج لما يجري للمسلمين في كل مكان ولا يجوز التخاذل أمام هذا الموقف ، إذ لا عذر
لأي متخاذل يشاهد تكالب الكفر ، بقضه وقضيضه ، للبطش بإخوانٍ لنا يعانون من
الاحتلال . والأمة الإسلامية ومن حولها لا تلقي بالاً لما يحدث ، وكأن ما يجري يقع
على سطح كوكب آخر .
إن
الأمة هي نفسها الضحية ، وهي المتآمر عليها
وخيراتها هي موضع السلب والنهب ،ودماء أبنائها هي التي تنزف ، وأبناؤها هم الذين يُقتلون ،
ومقدساتها هي محل البحث .
إن
المؤامرة على عقيدتنا ، بدأت عند الدعوة للجمع بين المسلم واليهودي ، بإزالة
العداوة بينهما وإيجاد روح المودة بينهما
، فالكفر يعمل جاهداً ليجعل المسلم يأخذ من دينه ، الجانب الذي يتناسب مع أجواء
الحياة والمودةِ مع أعداء الله والمؤمنين ، اليهود والذين أشركوا ، إقرار من فوق
سبع سموات قال تعالى :{لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين
أشركوا}المائدة 82 .
هذا النص القرآني الكريم ، يدفع كل مؤتمرات
التعايش بين الأديان ، ووقوف الرهبان والأحبار مع المنحرفين من علماء المسلمين ،
وتركيز مفهوم أن الإسلام دين السلام ، بشكل مغلوط وغير ذلك من المواقف الخبيثةِ
الظاهرةِ والخفية ، لإبعاد الأمةِ عن منهج عقيدتها ، وما هو لازم لهذه العقيدةِ ،
من وحدانية الله وربوبيتة ، من الولاء لعباده والبراء من أعدائه قال تعالى:{إنما
ينهاكم الله ن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن
تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}الممتحنة 9 . وقال تعالى{يا أيها
الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم
فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}المائدة 51 . وقال{لا تجد قوماً يؤمنون
بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله}المجادلة 22
إن
الأمة بانتظار المخلصين الأوفياء للعمل لتخليص الأمة ، مما هي فيه لتنزع ثياب
المذلةِ والمهانة والوضاعة ، بانتظار المخلصين ، في وقت ألمت بالأمة المحنُ من كل
صوب ، وأحدقت بها الأخطار من كل ناحية ، ويلحقُ بها القتل والتشريد يوماً بعد يوم
، والكفار يسيطرون على بلاد المسلمين ، من خلال خنوع وخضوع الفئةِ المسلطةِ على
رقابها ، كما وأنها ترزح تحت سيادة أنظمه الكفر ، وتعاني من الذلةِ والانكسار ، إن
هذا الواقع يفرض علينا كمسلمين البحث عن الرؤيةِ الواضحةِ الصادقة ، التي يتلوها
العمل الجاد والحازم لتغيير هذا الواقع ، ورد كيد الكافرين والمنافقين وأشياعهم ،
وإعادة الأمة إلى سابق عزها ومجدها ، خير أمه أخرجت للناس .
إن
الحق لا يحق وان الباطل لا يبطل في المجتمع الإنساني ، بمجرد البيان النظري
للحق والباطل و بمجرد الاعتقاد النظري بأن هذا حق وهذا
باطل بل إن الحق حق ، وينبغي أن يوجد في
واقع الناس وإن الباطل لا يزهق ويغيب من
واقع الحياة ، إلا بتحطيم سلطان الباطل ، وإعلاء سلطان الإسلام بجعل الحكم يطبق أحكام الإسلام ، ويضعها موضع
التطبيق والتنفيذ ، لأن الإسلام ليس مجرد نظريه للمعرفة والجدل ، ولا ديناً
كهنوتياً لا يحرك صاحبه لتغيير المنكر ، وقهر الباطل ، بل هو الذي يجعل القائم
بالحق والمدافع عنه بحياته سيد الشهداء ، استجابةً لقوله تعالى { يا أيها الذين
آمنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في
سبيل الله}الصف 10 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق