يعترف
الإسلام بالمرض كحالة غير طبيعية ، تصيب أعضاء معينة من الجسم ، فرسول الله ﷺ
يقول لسعد بن أبي وقا ص
حيث
أصيب بمرض القلب : ( إنك رجل مفؤود فأت الحارث بن كلده فانه رجل يتطبب )
.
لقد
أعطى الإسلام إرشادات محددة تهدف لسلامة المجتمع المسلم من المرض ، فما ذكره
الرسول ﷺ
في العدوى وصحة البيئة والتغذية والنظافة الشخصية ، لا يختلف عما يقوله عالم في
هذا العصر يعرف مسببات الأمراض ووسائل مكافحتها وحديث الرسول ﷺ
عن الطاعون ما هو إلا أسلوب الحجر الصحي الحديث للأمراض الانتقالية لكن دون أن
يـذكر العـامل الـمرضي - الميكروب - وطريقة انتقاله بصراحـة قـال عليه السلام : ( إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها
فلا تخرجوا منها ) البخاري
إن
كره المرض في الإسلام أمر طبيعي يقبله الإسلام فعندما قال أبو الدرداء لرسول ﷺ : " لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن ابتلى
فأصبر " فقال الرسول ﷺ
: ( الله يحب معك العافية ) رواه الترمذي .
ولكن إذا ما حدث المرض فإن المسلم يتقبل هذا الواقع المؤلم بصبر ينبعث من إيمانه
بنظرية الابتلاء ، لأن المرض ليس غضبا من الله ولكنه ابتلاء يكفر الذنوب ويرفع الدرجات
إذا تلقاه المسلم بصبر واحتساب يقول عليه السلام : ( ما
يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا آذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا
كفر الله بها خطاياه ) وهناك
جانبا يتميز به الإسلام في موقفه من المرض فللمريض حق على الصحيح ، وهو حق العيادة
جاء في الحديث القدسي
: ( إن الله
عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب
العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلان
مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ) مسلم . وهكذا
فالمريض قريبٌ من الله كما يقول الرسول ﷺ : ( عودوا
المرضى ومروهم فليدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور ) الطبراني
وقوله ﷺ : ( إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك فإن دعائهم كدعاء الملائكة )
. ومهما اشتدت الأزمات الصحية فلا ينبغي
أن تقود المسلم إلى التفكير بالتخلص من حياته ، بل لا يجوز له أن يتمنى الموت ، عن
أنس ابن مالك عن رسول الله ﷺ قال : ( لا
يتمنين أحدكم الموت من ضرٍ أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت
الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الحياة خيرا لي ) البخاري ومسلم .
وهناك
رخصة للمريض تعفيه من الالتزامات الشرعية حسب ما تمليه الضرورة قال تعالى : )
ولا على المريض حرج (
لذا يباح الذهب في العلاج التعويضي كما أمر رسول الله ﷺ بذلك وكذلك استعمال
الحرير بالمرض الجلدي فرسول الله ﷺ رخص لعبد الرحمن ابن عوف والزبير ابن
العوام في لبس الحرير لحكة كانت بهما ، مع أن كليهما محرم على الرجال ، ولا يجوز
إخبار المريض بخطورة مرضه ولو كان ميؤوساً من شفائه وحالة المريض من الحالات
القليلة التي رخص فيها الإسلام بإخفاء الحقيقة قال رسول الله ﷺ
: ( إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله فإن ذلك
لا يرد شيء ويطيب نفسه ) ابن ماجه والترمذي وقال ﷺ : ( أنين المريض تسبيح وصياحه تهليل ونفسه صدقة ونومه عبادة
وتقلبه من جانب إلى جانب جهاد في سبيل الله ويكتب له أحسن ما كان يعمل في الصحة
) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق