الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

هجر القران


  هجر القران أنواع : هجر سماعه ، هجر الإيمان به ، هجر تحكيمه والتحاكم إليه ، هجر تديره وتفهم معانيه ، هجر الاستشفاء التداوي به .
ومن واجبنا نحن المسلمين أن نعرف ما ينبغي نحو القران الكريم ، بأن نسمعه ونحسن الاستماع له والإنصات له ، ونؤمن به ونحتكم إليه في أمور دنيانا وآخرتنا ونتدبر معانيه ونفهمها ، ونستمد منه الشفاء والبركة والدواء لجميع أمراض قلوبنا   حتى لا نكون ممن اتخذوا القران مهجورا . وما أريده اليوم هو التركيز على العلاج بالقران الكريم قال تعالى: ﴿ وننـزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خَسَارا﴾ .
الآية تعطينا نموذجين لتلقي القرآن : إن تلقاه المؤمن كان له شفاء ورحمة ، وإن تلقاه الظالم كان عليه خسارا .
ومن أهم شروط المعالج أن يكون قوي الإيمان  حسن الظن بالله وكلامه ، ذا توجه صادق إلى الله  وعلى قدر درجة الإيمان تكون درجة الشفاء .
 ذكر ابن القيم في زاد المعاد : " بأن القران هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة ، إذا احسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم ، بهذا لا يُقاوِم الداء ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب العالمين الذي لو نزل على الجبال لصدعها . فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحماية منه . ولمن رزقه الله فهما في كتابه  ومن لم يشفه القران فلا شفاه الله   ومن لم يكفه القران فلا كفاه الله " .
والاستفادة من العلاج بالقران تتوقف على مدى قبول المريض وتعلقه بالله وإخلاصه له واقتناعه بأن الشفاء إنما هو بيد الله وحده وبإرادته . وأن يكون المعالج بالقران أو الراقي موقنا ومقتنعا بأن الآيات والتحصينات ، هي الوسيلة والغاية والسبب الذي يؤدي إلى تحقيق الشفاء بإذن الله .
وهناك أمر آخر مهم لتحقيق فائدة العلاج وهي أداء الفروض والنوافل والالتزام بها كأساسيات   والامتثال التام لكل الأوامر الشرعية وعدم اقتراف النواهي الشرعية .
قال ابن القيم :" الأذكار و الآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية   ولكنها تستدعي قبول المحل وقوة الفاعل وهمته وتأثيره  . وإذا لم يحصل الشفاء إما لضعف تأثير الفاعل ، أو عدم قبول المنفعل ، أو وجود مانع بحيث لا ينجح  الدواء كما هو الحال في الأدوية التي يتناولها المريض وهو غير مقتنع بها ، فلا يشفى من مرضه ، وكثيرا ما يحصل أخذ الدواء بقبول تام ، فينتفع بدن المريض بحسب ذلك القبول   كذلك الرقى إن أُخذت بقبولٍ تام وكان للراقي نفس فعّالة وهمةٌ مؤثرة زال الداء بإذن الله 
فالفعل قد يكون واحدا ، ولكن الذي يختلف هو القابل للفعل ، وأثر هذا الفعل من شخص لآخر   فقد يشرب الماء الزلال الصحيح فيجد له لذة وحلاوة ، ويشربه العليل فيجده مرّا ، فالماء واحد لكن المنفعل للماء مختلف ، كذلك أكل الدسم إن أكله الصحيح نفعه وإن أكله السقيم ضرّه . إذن قول الله ﴿ وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ﴾ الإسراء 82 . متوقف على سلامة الطبع وسلامة الاستقبال والفهم عن الله .
والشفاء أن تعالج داءً موجوداً لتبرأ منه ، والرحمة أن تتخذ من أسباب الوقاية ما يضمن لك عدم معاودة المرض مرَة أخرى ، وعليه تكون الرحمة وقاية والشفاء علاج .
ومما لا شك فيه أن القرآن شفاء لأمراض البدن وأمراض القلوب ، وليس ذلك بمستغرب لأننا حين نقرأ كلام الله رب كل شيء الذي  يتصرف في كونه بما يشاء ويفعل ما يريد   فليس ببعيد أن يؤثر كلام الله في المريض فيشفى .
ولما ناقش بعض المعترضين أحد العلماء بأن شفاء المريض بكلمة غير معقول ، قال له العالم اسكت أنت حمار ، فغضب الرجل وهم بترك المكان   فنظر إليه العالم وقال : أنظر ماذا فعلت بك كلمة   فما بالك إذا كان المتكلم هو الله .
وآيات الشفاء في القرآن ست آيات : قوله تعالى :
﴿ ويشف صدور قومٍ مؤمنين  التوبة 14.وقوله :﴿ وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمة للمؤمنين ﴾ يونس 57 . وقوله : ﴿ فيه شفاء للناس إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون ﴾ النحل 69 .  وقوله ﴿ ونـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ﴾ الإسراء 82 .  وقوله  ﴿  وإذا مرضت فهو يشفين  ﴾  الشعراء 80 . وقوله : ﴿ قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ﴾ فصلت 44 .
أما التداوي بالأدوية الإلهية من الرقى الشرعية فهذا ما سنبحثه في الخطبة القادمة بمشيئة الله  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق