الأحد، 12 أكتوبر 2014

أحكام تتعلق بالمرأة

أحكام تتعلق بالمرأة
لقد رفع الإسلام من شأن المرأة ، وجعل لها نصيب في كل التشريعات التي جاء بها ، كما سوّى بينها وبين الرجل ، إلا فيما تدعو إليه طبيعة كلٍّ من الجنسين  ومراعاة المصلحة العامة للأمة  والحفاظ على تماسك الأسرة ، ومنفعة المرأة ذاتها ، كما أعطى لها الحق في الحياة والميراث والتملك ، وحرية التصرف في الأموال  وإبداء الرأي فيمن تتخذ شريكا لحياتها ، والحق في العمل والتعليم  وغير ذلك من الحقوق والواجبات  التي تهدأ معها النفوس  وتطمئن إليها القلوب .
فهي السكن وعنوان المودة والرحمة .قال تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها  وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون}الروم 21 وقال:{والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا ، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}النحل 72 . إن المهمة الأساسية للمرأة ، أن يسكن إليها الرجل ، تُعِدُّ له ما يرتاح في بيته وسكنه  وتكون وعاءً للتكاثر ، وحضانة الأطفال ، وهي أشرف مهمة في الوجود .
أما رغبة المرأة في العمل ، بحجة زيادة الدخل  وتحسين مستوى المعيشة للزوجين ، فهذا خطأ ، لأن المفروض أن يُحَدَّدَ مستوى الحياة ، على قدر الدخل ، لا أن يُحَدِّدَ الزوجانِ مستوى الحياةِ أولاً  الأمر الذي قد يؤدي إلى الانحراف .
إن الإسلام لا يمنع المرأة من العمل ، لأن الذي خلق الإنسان  يعرف أن هناك ظروفا ،ً قد تضطر المرأة للعمل ، والإسلام يُعَرِّف هذه الضرورة ، في قصة سيدنا موسى ، عندما ورد ماء مدين  ووجد عليه أمةً من الناس يسقون ، ووجد امرأتان تذودان بمعنى تمنعان ما ترعيان من الماء ، وما دامتا تمنعان ما ترعيان من الماء  فلأي شئ خرجتا ؟ قال لهم سيدنا موسى : ما خطبكما ؟ قالتا : لا نسقى حتى يُصْدِرَ الرِعاء  وقفنا بعيداً حتى ينتهي الرجال ، من سقى ماشيتهم  وبعد ذلك يخلو البئر منها ، فهما أخذتا الضرورة بالقدر ، وليس معنى أن الضرورة ، التي أخرجتهما أن يتناسيا نوعَهُما ، إنهما نوعٌ لا يصح أن يحتك بالنوع الآخر ، وكان التبرير للخروج لهذا العمل ، وأبونا شيخ كبير . فالمرأة إذا خرجت يُلْزِمُها الشارعُ ، أن تجتنب أماكن الزحام ، وأن تكون على هيئةٍ غير مثيرة إن طبيعة الإسلام التشريعية ، تجعل الأعمال التي يقوم بها الإنسان بوصفه إنسان ، مباحةً لكلٍ من الرجل  والمرأة ، فالحكم والسلطان مثلاً ، للرجال دون النساء  وحضانة الأولاد ، للنساء دون الرجال .وعمل المرأة الأصلي هو الأمومة ، وتربية الأولاد ، لكن ليس معنى ذلك أنها محصورة في هذا العمل ، وَتُمْنَعُ من مزاولة غيرة من الأعمال ، فالله خلق المرأة ليسكن اليها الرجال ، وَلْيوجَدَ منها النسلُ والذُرِّية .
ويجوز للمرأة أن تعمل في الحياة العامة ، كما تعمل في الحياة الخاصة ، فيجب عليها حمل الدعوة  وطلب العلم ، ويجوز لها البيع والتجارة ، والإجارة والوكالة  كما يجوز لها أن تزاول الزراعة والصناعة ، وأن تتولّى العقود ، وأن تملك كل أنواع التملك ، وأن تنمي أموالها ، وأن تكون أجيرةً وشريكة ، وأن تقوم بكافة المعاملات ، لعموم خطابات الشارع ، وعدم تخصيص المرأة بالمنع  إلا أن تتولى الحكم ، فإن ذلك لا يجوز  لقوله ( ص ): ( لن يُفلح قومٌ ولوا أمرَهُمْ امرأة) .
كما لا يعني إباحة العمل للمرأة ، أن يكون ذلك وسيلةً للخروج  الذي يجعلها وسيلةً للفتنة .
إن الدعوة لتحرير المرأة ، من أجل أن تعمل في أي مكان ، تخرج حين تريد ، وتعود حين تريد  وتختلط بالرجال في كل صعيد  تحت عنوان الدعوة  لمشاركة المرأة الرجل ، في الوظائف والأعمال  وهي في الحقيقة ، دعوة للحصول على المرأة ، التي تذهب إلى العمل ، أو إلى الجامعة أو المعهد ، وقد تزينت كالراقصة ، بحجة طلب العلم ، علماً بأن العلم لا يتطلب هذه الملابس والحركات  والضحكات المثيرة  ولا يتطلب أحمر الشفاه ، والجلوس مع الطلبة  والتمشي في الساحات والطرقات  ولا يتطلب المواعيد الخَلوية  بحجةِ الاستذكار ولا استذكار .
إن ما يجري عند نسبة كبيرة من الفتيات ، ليس رغبة في العلم  بقدر الرغبة في الاختلاط الذي  يحرِّمه الإسلام .
إن التساؤلات التي تطرح ، حول وضع المرأة في المجتمع المسلم  والدور الذي تقوم به هي : هل تخرج إلى الشارع ، أو تبقى في المنزل ؟ هل تذهب إلى الجامعة والمعاهد لتتعلَّم ؟ وهل يجوز لها أن تعمل وبأية كيفية ؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة ، يجب أن يتطابق مع وجهة نظر الإسلام ، والالتزام بتوجيهاته ، حسب النصوص الشرعية ، وبقوة القانون ، لأن الوعظ والإرشاد وحده لا يكفي ، إذا كان المجتمعُ فاسداً والنظامُ منحلاً ، مما يتطلبُ العملَ ، لإقامة نظامٍ اجتماعيٍ متوازن ، وسياسيٍ راشد ، على أساس الإسلام .
 وحتى يكون المجتمعُ مسلماً ، لابد أن يشتمل على الحكومةِ المسلمة ، والمدرسةِ والأسرةِ والفرد   والإذاعةِ والصحيفة ، والكتابةِ والسينما ، والإعلان والفن ، والاقتصادِ والفكر المسلم ، بل كلُ شيءٍ ينبثقُ من الإسلام ، ويخضعُ لمنهج الإسلام .
 فإذا وجِدَ هذا المجتمع ، الذي يُحَكِمُ نظام الإسلام  ويستمدُ منه منهج الحياة ، ويسيُر على هديه الذي ارتضاه ، يعبد الله فعلاً لا قولاً ، متمثلاً قولَ رسول الله ( ص ): ( ليس الإيمان بالتمني  ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل) .
مجتمعٌ لا يفعل الفاحشة ، ولا يسمحُ بوقوعها ، مجتمعٌ يقوم على المودةِ والنصيحة ، لا يسرق ولا يكذب ولا يغتاب ، ولا يغمز ولا يلمز ، مجتمعٌ تتعامل فيه مع التاجر لا يَغِشُكْ ، ومع الموظف لا يستهتر بمصلحتك  مجتمعٌ نشيطٌ مفكر .
 ذلك هو المجتمع المسلم ، الذي يوفِّرُ للمرأة ضمانات الحياة ، ولا يحوجها أن تعمل ، لكفالة نفسها وأسرتها  لكي تتوفر على أخطر مهمةٍ في حياة البشرية ، وهي مهمةُ الإنتاج البشري ، ورعايتهِ وصيانتهِ من الفساد ، وإنها لحماقة ما بعدها حماقة ، أن تُنْزَعَ المرأةُ من اختصاصها ، الذي لا يحسنه غيرُها ، لكي تشترك في الإنتاج المادي ، الذي ينبغي أن يقوم به الرجل .
إن الإسلام لا يمنع العمل للضرورة ، ولكنه لا يجعله الأصل ، لأن طبيعة الإسلام ، لا تريد تجنيد طاقة المرأة في غير ميدانها الأصيل  فإن التدريس والتمريض والتطبيب ، يفرضه الإسلام فرضاً على النساء  وفي مجال العلم ، فإنه فريضة ليس لها حدود ولا قيود   وأما خروج المرأة ، في أماكن ترى الرجال ويرونها  فإنه ليس هو الممنوع في ذاته ، إنما الهدف هو موضوع السؤال .
 هل تخرج المرأة لتتعلم أو تعمل ؟
نعم  ذلك مباح ومشروع ، باللباس الذي عينه الشرع بلا تبرج ولا ابتذال ، وألا يكون موضع إثارة وفتنة  أما إذا كان العمل أو العلم ستاراً لذلك ، فهذا هو الممنوع ، لأن هذا أول الطريق ، الذي نهايته ما نراه في الغرب المنحل ، وفي الشرق المفتون .
إن الرجل والمرأة في نظر الغرب سواء ، إن الرجل عندهم ليس قواماً على المرأة ، إنها هي القوامة عليه  يتملقها ويطلب رضاها  وفي أغلب الأحيان يكون تابعاً لا متبوعاً .
 ولعمري إن الرجل عندما يكون عبداَ في بيته ، لا يهش ولا ينش  هذا الصنف من المخنثين  يستحيل أن يصلح ما فسد ، وأن يصنع مجداً ، إنه ثمرة الأفلام والمسلسلات الفاسدة ، والأقلام المأجورة  التي تعنى بالتوجيه الفاسد .
 إن المعركة مع عدو الدين والإنسانية ، لن يستطيعها المختالون في أزيائهم ، من الشباب الناعمين  ولا المشغوفون بلذاذاتهم ، من أشباه الرجال ولا رجال هناك لون من الأفلام والمسلسلات  والكتابات السافلة ، ككتاب صانع الحب ، وبائع الحب وغيرها الكثير الكثير  ، وما يكتب في بعض الصحف والمجلات ، ساهم مساهمة فعّالة ، في انحلال الأمة وفساد الدين ، بما يقدمونه من غذاء للأجيال الناشئة  والأجيال المكلفة ، باسترجاع المقدسات .
وخلاصة القول ، فيما يتعلق بعمل المرأة ، تمنع من أي عملٍ ، فيه خطر على الأخلاق ، أو فساد المجتمع  دليل ذلك ما روى عن نافع قال : ( نهانا رسول الله (ص) عن كسب الأمة إلا ما عملت بيديها ، وقال : هكذا بإصبعه نحو الخبز والغزل والنقش ).
فكل عمل يقصد منه استغلال أنوثة المرأة ممنوع  ويباح لها باقي الأعمال ، وهذا الفهم من قوله إلا ما عملت بيديها ، أي مما يُقصد فيه استغلال جهدها  ومفهومه ، منع استغلال أنوثتها ، على أن القاعدة الشرعية : الوسيلة إلى الحرام محرَّمه ، فالمرأة تمنع من كل عمل يوصل إلى الحرام ، وإن كان العمل مباحا لها  لأن القاعدة الشرعية تنص : على أن الشيء المباح إذا أدى فرد من أفراده إلى الضرر يمنع ذلك الفرد ويبقى الشيء مباحا   

إن الإسلام هو نظام الحياة الوحيد ، الذي يحقق للمجتمع الإنساني  برجاله ونسائه ، الحياة السعيدة  وإن أمتنا اليوم ، أحوج ما تكون  لما يحقق لها العزة والكرامة ، وليس كالإسلام نظاماً للحياة يحقق ذلك . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق