إن
الحركةَ الصهيونيةَ العالميةَ وأداتها
اسرائيل تمثلان خطراً جسيماً على مستقبل
الأمةِ وسلامتها لأن هذه الحركةَ في
جوهرها وطبيعتها عدوانية ولا يمكن للمرءِ
أن يعرف طبيعة هذا العدوان وما أدى إليه
من قتل وسلب وانتهاك ، إلا إذا اطلع على أصل الحركة الصهيونية ومطامعها وأهدافها .
فلليهود
مصدران يوحيان إليهم بأهداف وجودهم ومنهج
وصولهم إلى تحقيق أهدافهم هما :
(التوراة
والتلمود) أما التوراة : فهي كتابهم السماوي الذي حرَّفوه .
والتلمود
: كتابٌ يجمع حِكَمَ حُكمائهم ووصايا قاداتهم ، وهو أشد قداسةً عندهم من التوراة .
وأبرز عبارة وردت في التوراة : " وكلَّم الربُ اسرائيل قائلاً : سأنزل يا
إسرائيل واضع السيف في يدك ، وأقطع رقاب الامم واستذللها لك " . وأبرز قول في
التلمود : " الأمميون هم الحمير الذين خلقهم الله ليركبهم شعب الله المختار
وكلما نفق حمار منهم ركبنا حماراً آخر "
أما
الـكُبــالا : وهو كتاب يتوارثه اليهود منذ القدم يعالج التصوف اليهودي عن طريق
السحر الذي يمثل شطراً من الطقوس الدينية الخفية التي يمارسها اليهود الصهاينة
خشية اطلاع أحد من الشعوب الأخرى عليها ، لما فيها من التفنن للكيد لتلك الشعوب
حيث يتحدث هذا الكتاب والذي يعد مصدراً ثالثاً بجوار التلمود والتوراة ، يتحدث عن
استنـزاف الدم البشري واستخدامه في ممارسة هذه الطقوس فيؤتى بالضحية من غير اليهود
ويوضع في برميل ويوخز بالإبر من كل جانب حتى ينـزف الدم تماماً من الضحية ويعبئ في
قوارير ويذهب به إلى الحاخام ثم يعجن أو يضاف إلى الدقيق فيخرج عجيناً مخلوط بالدم
البشري ويخبز ويؤكل في ليلة عيد الفصح هذا الأمر يتحدث عنه كتاب الكبالا ويعد هذا
الأمر تقرباً لإله اليهود .
لقد
فصَّل القرآن الكريم قصة بني إسرائيل كاملةً مفصلةً ، وعرض جرائمهم التي استحقوا
عليها اللعنة والطرد من رحمة الله . واليهود على مدار التاريخ فئة يكرهها الناس ،
لسؤ خصالهم وأفعالهم الكثيرة ، فقد اضطهدهم النصارى بسبب اعتقادهم أنهم صلبوا
المسيح ولم يجدوا لهم صدراً حنوناً إلا في العالم الأسلامي ، وعاشوا في مختلف البلاد
الاسلامية ، الخاضعه للحكم العثماني
ناجين من الاضطهاد الأوروبي ، فكان عرفانهم بالجميل ، أن سعوا الى تدمير
الدولة العثمانية والقضاء على الحكم
الاسلامي في الأرض ، وكان سلوكهم في فلسطين خاصة ، هو تذبيح المسلمين والاساءَةُ الى المقدسات الاسلامية ، والعدوان
على المسجد الأقصى .
إن
اليهود يزعمون أنهم صانعو أحداثِ التاريخ
ويكاد وليم كار صاحب كتاب أحجار
على رقعة الشطرنج أن يقع في هذا الوهم ، من شدَّةِ فزعه من التأثير اليهودي والسيطرة اليهودية . ولكنا نعلم أن الله هو
الذي يُجْري كل شئٍ في الكون بقدرٍ منه قال تعالى :{إنا كُلَّ شئٍ خلقناه بقدرٍ}
وهذا لا يمنع في التصور الاسلامي ، أن يكون للانسان فاعليه ، فقدرُ الله ذاتُهُ هو
الذي قضى بأن تكون للانسان فاعلية في الحياة
الدنيا ، ليبتليه من خلالها قال تعالى:{إنا خلقنا الأنسان من نطفةٍ أمشاج
نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً }الإنسان 2 .
واليهودُ
من أولئك البشر الذين خلقهم الله . لهم قدرٌ من الفاعلية يزيدُ أو ينقص عن غيرهم
من البشر ، ولكنهم لا ينشئون الأحداث إنشاءً بقوتهم الذاتية ،كما يزعمون لانفسهم ،
وكما يقع في وهم المفزَّعين من مخططاتهم الشيطانية في هذا العصر والدارس للتاريخ اليهودي ، يجد أنهم يخططون
ويدبرون منذ أكثر من عشرين قرناً من الزمان ، ولكن نجاحهم كان جزيئاً ، وكانوا
يخرجون خاسرين في أكثر اعمالهم ، ومما لا شك فيه أن اليهود يحسنون انتهاز الفرص
واستغلال الاحداث ، وعندما ابتعدت الامة عن دينها اصبحت الفرصةُ عظيمةً لليهود ، لتسخير الشعوب
لصالحها ،كما حصل في أوروبا عندما اتيح للرأسمالية التي يديرها اليهود ، السيطرةُ
على وسائل الاعلام والصحافة ، وفي لعبة الديمقراطية التي لليهود فيها مآرب متعددة
، ومن جملتها استخدام الشعوب أداةً سياسية ، لتنفذ عن طريقها مصالح الرأسمالية ،
دون وعي من هذه الشعوب ، التي لا تملك من الثقافة ولامن القدرة علىالتحليل للمهمة
المنوطةِ بها في الديمقراطية وهي حكم الشعب بواسطة الشعب ، وعمادهم الاول في تكوين
أفكارهم ومواقفهم ، هو السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة والصحافةُ في أولها .
إن
الديمقراطية مسرحية جميلة ، تتوهم الشعوب من خلالها أنها ذات وزن حقيقي وأنها هي التي تسندُ هذا الحزب أو ذاك ، ليصل
الى الحكم بينما الاحزاب كلها راضية أو
كارهة ، تدورُ في رحي الرأسمالية ، ولا يختلف حزب عن حزب إلا في طريقة التنفيذ ،
وليست الشعوب وحدها التي يستخدمها اليهود لتوجيه لعبة السياسة . فالذهب لشراء
الضمائر وسيلة ، والنساء وسيلة والتهديد
الخفي والعلني وسيلة واستغلال الشهوات
المريضة ومنها شهوات السلطة وسيلة وكلها في النهايه خيوطٌ تمسك بها اليد الشريرة
لتُحَرِّكَ بها سياسة الشعوب المغفلة ، فكان لهم الباعُ الطويل في السيطرة في عالم
السياسة والإقتصاد ةأصحاب رؤوس الاموال يتحكمون في أسعار العملات وفي دنيا الاعلام ، هم الذين يسيطرون على وسائل
الإعلام ، ليبثوا من خلالها ما يريدون من أفكار وأخبار ، وهم تجار السلاح ، يبيعونه
للشعوب ليقتل بعضهم بعضا ، وهم صانعو أزياء المرأة وأدوات الزينه التي تتبرج بها
النساء ، وهم تجار البغاء ، وبعباره أخرى هم الذين يصوغون للشعوب عقائدهم وافكارهم
، وأنماط حياتهم واساليب جدلهم ولهوهم ، وكل شئٍ في حياتهم إلا من رحم ربك .
وهنا
سؤال : كيف وصل اليهود الى هذه السيطرة بينما كتب الله عليهم الذل والمسكنة والغضب
واللعنة الأبدية .قال تعالى:{وضرُبت عليهم الذِلُّهُ والمسكَنَةُ وباءوا بغضب من
الله }البقرة 61 . ويقف البعض عند قوله تعالى :{وإذا تأدًّن ربك ليبعثنَّ عليهم
الى يوم القيامه من يسومُهُمْ سؤَ العذاب}الأعراف 167 .
وقد
تدور في النفوس الخواطر والهواجس فتتسائل هل توقف وعد الله ووعيده ؟ هل تغيرت
السنن الربانية ؟ هل كانت كلها خاصةً بالماضي الذي حكى عنه القرآن ، ولا تشمل
الحاضر والمستقبل ؟
حاشا
الله أن يقع في هذا الكون كله شئ مخالف للسنة الربانية أو خارجاً عن وعد الله ووعيده نعم ضرب الله الذل والمسكنةَ على اليهود ، وأن
يبعث من يسومَمهُم سؤ العذاب ، ولكنه استثنى من ذلك فترةً أو فتراتٍ من الزمن ،
وبعبارةٍ صريحه ،لا تحتمل اللبس قال تعالى :{ ضُرِبت عليهم الذلةُ أينما ثقفوا إلا
بحبلٍ من الله وجيل من الناس} آل عمران 123.
وهم
الآن في قمة الإستثناء وبصرف النظر عن كون
هذا الإستثناء يحدث مرة أو يتكرر ، ذلك غيب لا يعلمه إلا الله ، أما حبلُ الله ،
فهو قذره ومشيئه ومددُه وإرادته ، فلا شئ يحدث في الكون كله بغير ذلك وأما حبلُ
الناس فهو ما نراه اليوم إنه ليس امريكا وحدها وليست روسيا ، إنما كل
سكان الأرض وعلى سبيل المثال
السينما هدفها افساد الاولاد والبنات بما
تعرض من صور الحياة العابثة والتلفزيون
والفيديو اللذان يسيران على نفس الدرب ، والرياضة عامة والكرة خاصة حبلٌ من الناس
، يمدُّ اليهود بتفاهةِ اهنماماته أضف
الى ذلك السياسي الذي خضع لتوجيهات اليهود وأوامرهم ، وكل أقتصادي أدار الأموال
بالربا ،وكلُّ كاتب أو مفكر أو فنان دعا الى تحطيم المقدسات ، وسمى الدين رجعية
والاخلاق الفاضلة تزمتا ، بهذا وذاك تم لهم التمكن في الأرض وبسبب غفلة المسلمين ، الذين كلفهم الله أن
يكونوا يقظين دائماً في مراقبتهم لليهود
لمنعهم من الإفساد في الأرض ، ولو أن المسلمين تمسكوا بدينهم ، وساروا على
درب نبيهم ونهج ربهم ، ما تجرأ اليهود عليهم ، حتى أخذوا أرضهم وأرهبوهم بكل وسائل الإرهاب ، والمسئول الأول
والأخير عما وصل اليه حال الة ، يرجع الى الغفلةِ والعزلةِ عن الله وعن الدين ،
الذي جمع شملنا يوماً ، وقوى ضعفنا وأعزنا الله به .
واذا
هُزمَ المسلمون في هذه الايام ، فلا يعني هذا زوال كيان الاسلام الى الأبد ، فما
دامت هناك عقيدة وما دام هناك مبدأ ، فسيعود للأمةِ مجدها فكم هُزِمت الأمةُ وتفرق أبناؤها على مدارالتاريخ ولكنها بفضل الإيمان بالله ، الاستمساك
بالحق انتصرت واستردت أرضها وكرامتها .
إن
الحرب بيننا وبين اليهود حرب عقيدة
وعندما تخلت الأمة عن منهج ربها وعقيدتها
أصابها من اليهود ما أصابها ، ولكنها بقدرٍ من الله وحسب سنته .
وهنا
سؤال : هل من حكمةٍ لتمكين اليهود في الأرض هذه الأيام ؟
قد
تكون الحكمة في أن الله يعاقب البشرية على كفرها بتسليط اليهود عليها ، فقد توعد
الله الكافرين حين يصرّون على الكفر بقوله :{ قُل هُوَ القادرُ على أن يَبعث عليكم
عذاباً من فوقِكُمْ أو من تحت أرجُلِكُمْ أو يَلْبِسَكُمْ شيعا ويُذيق بعضَكُم بأس
بَعض}الأنعام 65 .
والبشرية
كفرت هذه الأيام ، كفراً لم تكْفره في تاريخها كله فأنكرت الله جهرة ، حتى أصبح هذا الإنكار
عقيدة كثرةٍ من البشر كما هو الحال في العالم الشيوعي .
وقد
يقول قائل ، لكن المسلمين لم يصلوا الى ما وصل اليه الغرب الكافر ، وما زالوا
يؤمنون بالله هذا صحيح لكنهم فرّطوا في
مقتضيات لا إله إلا الله ، وفرّطوا في رسالتهم التي ندبهم الله لها وهي الشهادة على البشرية ، وفرَّطوا في أمر
الله لهم ان يعدوا ما استطاعوا من قوة ، فأصابهم النذير وتداعت عليهم الأمم ، ومن
بينها أمةُ اليهود ، ثم تحقق نذيرٌ آخر ، إنه نذير الله قال تعالى:{ظهر الفساد في
البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}الروم 41 .
ولقد اختار الله شرّ المفسدين ليظهر على أيديهم الفساد .
وهنا
سؤال : اوليس اليهود هم أفسد أهل الارض ؟ فكيف لا يصيبهم سيئات ما عملوا . إنها
حكمة الله في التمكين لهم بحبلٍ من الله ، وحبلٍ من الناس ، ومع كونهم فاسدين ،
لكنهم أشدُّ من في الارض تجمعاً لهدفٍ واحد ، يسعون الى تحقيقه بينما نحن أقل منهم تجمعا وعزيمة ، ومن ناحيةٍ
أُخرى هم فاسدون و في رأسهم هدف معين
بينما نحن فاسدين من أجل الفساد وحسب . وعليه يتفوق صاحب الهدف ، على الذين
لا هدف لهم ، وإن كانوا كلهم فاسدين ، ولكن ذلك الى حين ، ثم تأتي سنةُ الدمار قال
تعالى :
{ وكأين
من قريةٍ أَمْليتُ لها وهي ظالمةٌ ثم اخذْ تُها والَّى المصير}الحج45 . وفي
النهايه تظل الأُمة المسلمة ، هي المسؤول عن كل ما يجري في الارض من أحداث ، لأن
الله نصّبها لتكون مسؤولة عن ازالة المنكر في الأرض قال تعالى : {وكذلك جعلناكم
امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً }البقرة 143 .
ما
أحوجنا لأن نكون من أنصار الله ، ونعود الى الاسلام به نقاتل ، وبه ننتصر ، وبه نعيش ونحيا وبه
نتوحّد ، وتحت رايته نقاتل ، عسى أن يأتى الله بالفتح أو أمر من عنده ، وسيندم كل
من تعاون مع اليهود او قدَّم لهم العون أو المساعدة أو تآمر معهم ضد أمته ودينه . إن الجولة مع
الاسلام آتية لا محالة وستخلع كل باطل
وتزلزل كل ظالم وخائنٍ حصل في عهده الخزي والعار وتلاحقت الهزائم والسخائم ،
إن
الأمة التي تؤمن بالاسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة ، ينبغي ألا تحرص على حياة الذل
والهوان ، والمسكنه والاستسلام ، والرضا بالأمر الواقع ، والخنوع للعدو
الكافر الذي جار وبغى والذي ينبغي أن نقاتله كما أمر الله بقوله
: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من
حيث اخرجوكم }البقرة 191 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق