اخترت هذا الموضوع من
اجل أن يفتح المسلمون عيونهم ، ويأخذوا حذرهم من مفكري الأعداء وفي مقدمتهم طائفةٌ
من اليهود الذين تمكنوا من نهش الإسلام ، ونقد أصوله وفروعه ، والعبث
بمقدساته وأدركوا أن القوى المختلفة التي في أيدي المسلمين يمكن بالمكر والخديعة أن تُسسخَّر ضدهم ، وذلك
إذا تحولت أفكارهم عن مفاهيم الإسلام ، وقد وضعوا لذلك قاعدة ساروا عليها وهي :
" إذا أرهبك سلاح عدوك فافسد فكره ، ينتحر به " . فهم يخافون تطبيق
الشريعة التي تفضح قوانينهم الوضعية ، ويخافون الإسلام الذي يقف بصورةٍ خاصة في
وجه سفه الصهيونية ، لاعتقاده بأنها وراء الدمار الخلقي ، وأنها الأب الشرعي لجميع
المذهبيات الفاسدة والحركات السرِّية الهدامة ، التي انحطت بالأفراد والمجتمعات
إلى حضيض النـزوات الحيوانية الناقضة لكرامة الإنسان وإن معركة الإسلام ليست ضد الصهيونية
وحدها بل هي معركة المصير الإنساني .
وقد وضع اليهود في
توراتهم جذور العنصرية والتعصب والانعزالية ، ورسخ في أنفسهم أنهم شعب يهوه الذي
اختاروه إلهاً لهم ، وأنهم افضل شعوب الأرض قاطبة ، ويهوه كما تصوره توراة
اليهود غرز في نفوسهم غريزة البطش
والإرهاب والقسوة والهمجية ، والقارئ لتوراة اليهود يجد أنها لا تخفي حقيقة الشعب
المختار ، وميوله لشرب الدماء وقضم عظام البشر ، وقتل الأولاد حتى أولاد اليهود
أنفسهم فجاء في التوراة عبارة :"هو
ذا شعب يقوم كليوة ويرتفع كأسد ، لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى ... "
. وتعرض التوراة مجازر ومذابح تقشعر لها الأبدان ، ذهب ضحيتها مئات الألوف في
معركة واحدة تدوم يوماً أو بعض يوم .
ولنا
أن نقيس درجة الوحشية والهمجية ، من تصوُّرٍ لمعركةٍ يسقط فيها نصف مليون قتيل من
غير استخدام القنابل الذرية أو المدافع الرشاشة والدبابات والطائرات من قاذفات
القنابل والصواريخ ، ولنا كذلك أن نقيس درجة المدنية التي قدمها اليهود للعالم ،
حين تصوِّرُ توراتهم المآسي والكوارث التي تنجم عن سبي مئتي ألف سيدة وطفل في
معركة واحدة ، بعد ذبح مئات الألوف من الرجال المحاربين وغير المحاربين ، وفي هذا
دلالة واضحة على أن اليهود كانوا وما زالوا متعطشين لسفك الدماء بشكل جنوني لم
يسبق له مثيل في تاريخ البشرية ، أما بخصوص الفسق والدعارة ، فقد اكتسبت في توراة
اليهود قداسة ، ونظمت عهارات لم يسبق لدين من الأديان أن أباحها أو عالجها بالشكل
الذي عولجت به في دين اليهود ، وتعد توراتهم بحق الكتاب الأول في التاريخ كله ،
الذي قدّم للإنسانية الدروس الأولى في الانحلال الخلقي والإباحية ، فلا بأس في
كتابهم من مضاجعة الأب لابنته أو زوجة الأب ، بل إني قرأت في بعض أسفارهم ما أخجل
أن أنقل لكم ولو عبارة مما جاء فيها .
وبخصوص
الظلم والطغيان ، فإن التوراة تعد أول كتاب في العالم يبيح قتل الأبرياء وأخذ
الأبناء بجريرة الآباء ، وتقرر العقوبات المشتركة التي يذهب ضحيتها الأطفال
والشيوخ والنساء ممن لا ذنب لهم ، كما
أباحت التوراة الغش والسرقة والطمع ، وأنظمة الرق والعبودية ، والشعب المختار في
نظرهم سيد ، وبقية الشعوب في الأرض ،هم
العبيد الذين يخدمون اليهودية إلى الأبد .
وهم
يكرهون الأديان الأخرى ، ومن أكبر جرائمهم ضد المسيحيين قبل مجيء الإسلام مذبحة
الأخدود التي ذكر القرآن الكريم قصتها ،
وإذا عجزوا عن الفتك بالنصارى ، لجأوا إلى الحرب الأدبية لنشر الكتب التي تهاجم
المسيحية ، وتتطاول على المسيح والسيدة العذراء ، وذلك تحت سمع الغرب المسيحي
وبصره ، وقد اقتبست مجلة لبنانية بعض ما جاء في تلك الكتب عن السيد المسيح تحت
عنوان : إنهم يصلبونه كل يوم ، لقد قاموا بنشر الكتب والصور والمجلات الداعرة ،
ومنها ما يتعرض لشخص المسيح بالذات ، وقد نشروا كتاباً بعنوان التجربة الأخيرة
للمسيح ، فيه من القذارة ما يجعلني استحي من ذكر بعض مقاطعه .
وأما
عدائهم للإسلام والمسلمين ، فإنهم أخذوا يكيدون له بالدس والإرجاف والمراء والجدل
فيما يعلمون وما لا يعلمون ، وكانوا هم البادئين بمعاداة الرسول e
وقد نزلت آيات كثيرةٌ عن كفر اليهود وأحقادهم وجرائمهم ، منها قوله تعالى :)إن
الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذي يأمرون بالقسط من
الناس فبشرهم بعذاب اليم(آل
عمران 21 .
وكثيراً
ما كان المسلمون ينخدعون بمكر اليهود وخداعهم ، فجاء النهي عن الاطمئنان لليهود قال
تعالى:)يا أيها الذين أمنوا
لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من
أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر(آل
عمران 118 .
ولما يُبْطِنُه
اليهود من العداوة والخصام والحقد على الإسلام ، بين الله في كتابه أن أشد الناس
عداوة للمسلمين اليهود ، لنعاملهم معاملة الأعداء الألداء قال تعالى:)لتجدن
أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا(المائدة 28 .
لقد كان اليهود وما
زالوا يتظاهرون بالشجاعة ، مع أن الجبن طبعهم الأصيل ، فهم جبناء بالفطرة يهابون
الموت ، ورغم ذلك لم يعرف التاريخ أقسى قلوباً منهم ، وقد حدثنا القرآن الكريم عن
تلك القسوة قال تعالى :)ثم
قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة( البقرة 47 .
كما اتصفوا بالمكر
والخداع والكيد ، وعانى المسلمون الأول من صفاتهم هذه الشيء الكثير ، وما زالوا
يعانون من مكر اليهود وخبثهم وخداعهم ، قال تعالى في وصف ذلك :)وقد
مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال(
إبراهيم
46
وقد عاشوا طوال
حياتهم بؤرة فساد ومنكر وفحشاء نشروا
الرذيلة ويحاربون الفضيلة في كل مكان قال
تعالى :)كانوا
لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون( المائدة 87 .
ولجأوا إلى وسيلة
الربا ، التي نجحوا بواسطتها في تخريب الحكومات والشعوب والأُسر نتيجة ممارستها .
ولما ذكرنا عنهم من
صفات وممارسات ، في ماضيهم و حاضرهم ومستقبلهم ، فقد كتب الله عليهم الذلة
والمسكنة إلى يوم الدين .
ومن أسلحة التنفيذ
لدى اليهود :
1-
الماسونية ، وهي من
أخطر الجمعيات في العالم ، وهي حركة يهودية هدفها القضاء على الأديان المسيحية
والإسلام والمجتمعات الإنسانية ، تمهيداً لتسلط دولة اليهود على العالم ، وقد
استطاعت الماسونية أن تخدع كثيرين من زعماء العرب والإسلام .
2-
الصهيونية ، وهي حركة
عنصرية عنيفة تسعى إلى تحقيق آمال اليهود
في تخريب العالم وقيام دولة اليهود ولحكم العالم ، ولا فرق بين اليهودية
والصهيونية .
وهناك جمعيات أخرى
انتشرت فروعها في جميع أنحاء العالم ، وكلها تدور حول دعم الماسونية العالمية
ومساندتها في جميع الخطط التي ترمي إلى سيطرة اليهود
إن اليهود لم يكفوا
عن التآمر وبث الفتن في سبيل إضعاف الإسلام وتمزيق شمل المسلمين ، فلجأوا إلى
التظاهر بالإسلام ليتسنى لهم بث السموم وزرع بذور الشك بين المسلمين ، وتشويه
عقائدهم ومفاهيمهم الفكرية ، وتشويه النظم الإسلامية وسائر أحكام الإسلام .
لقد كان لهم عبر
تاريخ المسلمين حتى عصرنا هذا مكايد كثيرة
من مكايد الغزو الفكري ، ظهرت في مؤامرة
قتل عمر بن الخطاب ، إذ أكدت الروايات التاريخية أن كعب الأحبار اليهودي ،كان على علم
بمؤامرة التنفيذ ، ولذلك أخذ عبدالله بن عمر بالثأر فقتل الهرمزان وجفينة
النصرانية ، وأبو لؤلوة منفذ الجريمة قتل نفسه ، كما حاكت أصابع اليهود أخطر فتنة
أصيب بها الإسلام والمسلمون وما زالت آثارها تلك ،هي فتنة غلاة الشيعة التي تزعمها
وقادها اليهودي اليمني عبدالله بن سبأ ، الذي تظاهر بالإسلام وقاد حملة التشهير بالخليفة عثمان في كل بقعة
من ديار الإسلام ، وحين تم استعداده نفذ المتآمرون معه جريمة قتل عثمان في أسلوب
وحشي نابع من تعاليم التلمود اليهودية ، وابن سبأ هذا هو الذي دعا إلى تأليه
الإمام علي . وقد نجحت الحركة السبأية في وضع أسس الفتنة بين المسلمين ، تشعب عنها
عدد من الحركات الهدامة التي أسهمت في إضعاف المسلمين ومن أخطرها الإسماعيلية التي أسسها المنافق
اليهودي ميمون بن ديصان القدَّاح . وقد أنجبت الإسماعيلية حركة هدامة لهدم الخلافة
العباسية ، كما نجم عنها ظهور فرق الباطنية على اختلاف نزعاتها ، وما كان من عصاباتهم
من كيد ضد الإسلام طوال قرون طويلة
وقد استمرت فتن
اليهود وأصابعهم تلعب بالإسلام حتى إن
أغلب مؤرخي المسلمين ، أجمعوا على أن عبدالله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية في
المغرب كان يهودياً . وتغلغل النفوذ اليهودي في الدولة الفاطمية حتى قال شاعر مسلم
:
يهود
هذا الزمان قد بلغوا غاية آمالهم وقد
ملكوا
العز فيهم والمال عـندهم ومنهم المستشار والملك
وقد أجمع المؤرخون
على أن الشوائب والبدع التي ألصقت بالإسلام ، وتشمل الإسرائيليات التي زجت في بعض
التفاسير ، من خرافات وملاحم خيالية
وأحاديث لا يقبلها العقل السليم ، هي مدسوسة من اليهود وعبيدهم من المبشرين
، ومن أشد مكايد يهود الدونمة إيلاماً في هذا العصر كان ضد السلطنة العثمانية
والذي انتهى بإلغاء الخلافة .
ونظرة إلى الاستشراق
وعمل المبشرين ، نجد أن المستشرقين والمبشرين يهدفون إلى هدم الإسلام وتنصير
المسلمين ، ولما أدركوا استحالة ارتداد المسلم عن دينه ، فقد رسموا خططهم وبنو
آمالهم على زعزعة عقيدة المسلم وتشكيكه بدينه ، ليسهل عليهم القضاء على كيان
المسلمين ، وتحويلهم إلى قطيع من الأغنام يمكن استغلالها أو سوقها للذبح عند
الحاجة ، وقد جهر كبير المبشرين زويمر اليهودي حين اعترف أن للتبشير في البلاد
الإسلامية مزيتان : مزية هدم ومزية بناء ، يعني بالهدم انتزاع المسلم من دينه ولو
إلى الإلحاد ، ويعني بالبناء تنصير المسلم إن أمكن . ولم يترك المستشرقون
والمبشرون ميداناً إلا اقتحموه ، لبث سمومهم وافتراءاتهم ومطاعنهم على الإسلام
وبني الإسلام ، وقد ركزت صحافة التبشير في ديار الإسلام جهودها على نشر الفساد
والخلاعة بين شباب المسلمين ، عن طريق المقالات الإباحية والكتب الجنسية والمجلات
الخليعة التي تبث سموم الثقافة اليهودية المدمرة ، كما شجعت تعاطي المسكرات
والمخدرات ، و أشرفت على ما نسميه بالفن ، وغذته ودافعت عنه باسم الحرية ، مع كونه
لا يمت إلى الفن بصلة ، فهو ليس إلا دعارة رسمية سافرة تحتمي باسم الفن .
وهنا من واجبي أن
اذكِّر بأن النكبات والمآسي التي حلّت بالمسلمين ، سواء كانت نتيجة تخطيط
الأعداء أو لأي سبب آخر ، فإن نتائجها على
الدوام كانت ذات أثر على الناس ، أما جوهر الإسلام الخالد فلن تقوى خطط الغرب على
النيل منه ، وسيظل الإسلام منارةً يُهتدى بها ، ونوراً يُشع على العالم خيراً
وبركة وعدلاً ورحمة وحرية وكرامة .
وبعد : قد يقول قائل : إنك تهوِّل لقوة اليهود
ومقدرتهم الخارقة على عمل كل شيء ، وتعطيهم حجماً اكبر من حجمهم ؟
أنا لم أنسب لهم إلا
ما نسبه رب العالمين في القرآن الكريم من مكر وحقدٍ وكفر ، وما نسبته لهم التوراة
من صفاتٍ قاسية متوحشة ظالمة باغيةٍ داعرة
والتاريخ سجل على مرِّ الأزمنة أنهم كانوا وراء كل عمل شرِّير ، موجه ضد
سواهم من الأمم ، وأنهم وراء الفتن والدسائس والحروب الطاحنة .
ولم أنسب إليهم أية
مشاركة في أي عمل عظيم مشرِّف ، وإنما نسبت إليهم المقدرة على الدس وإثارة الفتن ،
لعل السامع يلمس أو يتحسس أصابع اليهود فيما يجري أو يحدث في هذه الأوقات .
ومن واجبي أن أذكر ، فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
تابـع
إن جذور
الخوف من الإسلام قديمة لدى الغرب، فقد ورث الغرب تركة من الفزع والهلع جعلتهم
يحقدون على الإسلام وأهله! لكن أخفى الغرب هذه الكراهية خلال صراعه مع الكتلة
الشيوعية.. ثم لما سقطت المنظومة الشيوعية وانهار عقدها كانهيار المتواليات الهندسية..
انفرد الغرب بزعامة أمريكا وأسفر عن وجهه الحقيقي وعلت الأبواق التي تصم الإسلام
بالإرهاب.. وطفقوا يتخذون الإسلام عدوا لهم بديلاً عن الشيوعية.. كل ذلك يتم تحت
شعار محاربة الأصولية الإسلامية!! والقضاء على الإرهاب!! ومن ثم استخدم مصطلح
الإرهاب في معجم الإعلام اليومي وكافة المحافل السياسية والاقتصادية والمنتديات
الثقافية بشكل واسع.. بغية توسيع دائرة حصار الإسلام وتشكيل رأي عام عالمي لكره
الإسلام باعتبار أن الإرهاب لازمة من لوازم الإسلام!! ومثلنا ومثل الغرب كقول العرب قديماً "رمتني
بدائها وانسلت!!" فكما هو معلوم تاريخيا أن أول من أدخل كلمة الإرهاب في قاموس عالمنا
الإسلامي الوادع الهادئ هم العصابات اليهودية في فلسطين المحتلة وذلك بشهادة
"باتريك سيل" وهو ليس من بني جلدتنا إذ يقول: (أثناء التمرد
العربي في الفترة من 1936-1939 كانت ال"ستيرن جانج" أول من أدخل الإرهاب
إلى الشرق
الأوسط عن طريق تفجير القنابل في الأتوبيسات وفي الأسواق العربية. ومنظمة "الأرجون"
اليهودية الإرهابية وهي فكرة مثير الفتن روسي المولد "فلاديمير جابوتنسكي"
والذي كان يدعو إلى استخدام القوة بدون خجل"الجدار الحديدي" ضد العرب لإقامة
سيادة يهودية كاملة فوق ضفتي نهر الأردن وهو جدول الأعمال الذي تبناه تلامذته
المخلصون إسحاق شامير ومناحم بيجين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق