السبت، 25 أكتوبر 2014

القتل وحرمة الدماء


الحمد لله رب العالمين الذي جعل تحقيق الأمن مقروناً بالإيمان الخالص من الشرك والطغيان قال تعالى : ] الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون [ . فالأمن مطلب نبيل يحتاج إليه الفرد في حياته وقد جعلت الشريعة الإسلامية الحفاظ  على الدين والنفس والعقل والنسل والعرض والمال ضرورة لا تستقيم الحياة إلا بها ،  وقد بلغ من عناية الشريعة أن حرمت الاعتداء عليها بأي صورة من صور الاعتداء ، وشرعت عقوبات فكان تشريع الحدود والقصاص للزجر والردع ، فبالقصاص تحقن الدماء  وينقمع الأشقياء ، لأن من علم أن من قتل نفساً قُتل بها يرتدع وينـزجر عن القتل  فيحفظ حياته وحياة من أراد قتله ، وبذلك تصان الدماء ، وتحفظ النفوس ، ويأمن الناس على أرواحهم ، ذلك هو شرع الله الحكيم  ودينه القويم ، ولشدة عناية الشريعة للنفس والمحافظة عليها ، فإن الشارع حكم بأن تقتل الجماعة بالواحد إذا اشتركوا في قتله ، فأُهدرت نفوسٌ من أجل نفس واحدة حتى لا يتطاول أحد على أحد   إخواني الأعزاء الجاهة الكريمة : إننا نجتمع بسبب جريمة قتل العمد التي ذهب ضحيتها ابننا يوسف رحمه الله ،  إنها لجريمة شنيعة يقصر دونها كل عذاب وعقاب ، وأي جريمة بعد أن قام المجرم باستعمال البلطة ، وألحقها بطعنات أخرى بالسكين ، في أماكن تدل على التمثيل بالجثة      جريمة تفجع الأهل وترتجف لها القلوب  وتتصدع لها الأفئدة  وينـزعج منها أولو العقول وما كانت لتصدر من مؤمن لمؤمن قال تعالى: ] وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً [ ثم قال في الآية التي تليها : ]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [ فأي وعيد أبلغ من هذا الوعيد ، فالقتل العمد ذنب عظيم لا تقوى عليه الكفارة ، وهو إزهاق لنفس عمدًا بغير حق فكان جزاؤه القصاص ، وهو قتل القاتل جزاءً وفاقًا ، وإن ما حصل لجريمة بشعة ، تحرق الفؤاد ، ولذلك لا يجوز التساهل مع القاتل ليقتل من شاء في الوقت الذي يشاء ، لأن للدماء حرمة وللحياة حرمة ، فهذا عبد الله بن عمر يقول : " إن من ورطات الأمور ، التي لا مخرج لها لمن أوقع نفسه فيها ، سفك الدم الحرام بغير حله "   ولعظم حرمة الدماء في دين الله قال r : ( قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ) وإن ديننا لا يجيز التساهل مع هذه النفوس المطبوعة على الشر ، ولذلك اعتبر جريمة قتل النفس الواحدة  كبيرة تعدل قتل الناس جميعاً ، لذلك كان القصاص من مرتكب هذه الجريمة ، صيانة لحق الحياة الذي تشترك فيه النفوس جميعا   وهذا ما أكده قوله تعالى :  ] من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا [ . ولذلك اعتبر القصاص حياة فقال تعـالى : ] ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب [ .
إخواني ؟ الجاهة الكريمة : إن ما شاهدناه على جثة ابننا المغدور ليدل على أنه تعرض للتعذيب   وان ذلك لم يكن عملاً فرديا ، وإننا لا نقبل بأي حال ، الإشاعات التي قيلت وكتبت في الصحف بخصوص الحادث لأنها محض كذب وافتراء ، ومن الجدير بالذكر أن التمثل بالجثة جعل من العسير جداً ، التساهل أو التنازل عن حقنا بالقصاص من القاتل ، بل إن ذلك أمراً مستبعداً وخارجاً عن دائرة التفكير . 













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق