السوبر ستار ، وستار
أكاديمي ، وعلى الهوى سوى ، الذي تعرضه الفضائيات يلتقي فيه شباب وشابات لاختيار
مغنٍ ، وعلى الهوى لاختيار عريس ، و غير ذلك من برامج وسائل اللهو التي تكثر وتكثر
من قبل ما تعرضه الفضائيات ويمكن أن تظهر برامج جديدة من برامج الفجور
والعصيان ، وما فيها من غرام وحب ولقاء وفوضى ، والتي أصبحت بمثابة شياطين تسكن في
بيوت المسلمين ، وأبنائنا الضحية حيث فسدوا بذلك بدل أن يصلحوا ، وهنا سؤال ؟ من
المسئول ؟ هل هم الذين يعرضون هذه البرامج ؟ أم الذين يملكون المال وينفقونه على
هذه المحطات إن كثيراً من هذه البرامج
تظهر فيها النساء مع الرجال في أوضاع شبه
عارية ، بدعوى الحرّية ولا يهمها ما يترتب على ذلك من انحلال ، لأن الذي يهمها هو
استخلاص اكبر قدرٍ من الربح عن طريق هذه البرامج ، التي تعتمد حكاية التهذيب
الجنسي بالاختلاط البريء ، الذي منعه الإسلام ، لأنه لن يظل بريئاً ما دام شبابنا
لا يستطيعون تصوّر الفرق بين الصداقة البريئة والصداقة الجنسية ، ولعلّهم بذلك
أكثر واقعية من المتفلسفين الذين يتشدقون بكلمات البراءة والتهذيب ، وأي تهذيبٍ
ذلك الذي نطالب الفتى بإدراكه ، حين تتاح له الفرصة للتعرّف بفتاةٍ أو الخروج معها
ولقائها كما يشاء ، إنه لا يدرك حينئذٍ إلا عمل الغريزة ، ولا يسمع إلا
إلحاحها فإما أن يصل على نتيجة ، وإما أن
يقع صريع الحرمان بعد الإغراء والإثارة ، إننا نجد صدى ذلك في أزياء طالبات الجامعات
وأمثالهن التي نرى في الشوارع ، إنها ليست أزياء سترٍ ولا علمٍ ولا براءة ، بل هي
أزياء أنوثةٍ وفتنةٍ وإغراء ، مثلهن ممثلات السينما وما يعرضه التلفاز في مثل
البرامج التي ذكرنا ، فأي براءة وأي تهذيب ، إذا علمنا أن دعوى البراءة والصداقة
بين الجنسين باطلة يملؤها الخداع والزيف ، إننا نستطيع أن نقول بأن ما نزل بنا
وينـزل من البلاء ، ما هو إلا بسبب السكوت على هذه المنكرات ، وما قلِّة البركة
وارتفاع الأسعار إلا بسبب هذه المعاصي .
أليس الأجدر والأولى
أن يربى الشباب على العقيدة والفضيلة والعفة ، بدل هذه البرامج المسمومة والمأجورة
التي تحرص على تعليم الفتيات الرقص والغناء ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولماذا لا تكون لنا الأسوة بأسماء بنت يزيد
التي جاءت إلى رسول الله r
وقالت : يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك ، إن نساء المسلمين يقلن لك إن الرجال
يذهبون للقتال في سبيل الله ، فإذا قتلوا دخلوا الجنة ، وإذا انتصروا رجعوا بالأجر
والثواب ، فماذا لنا من الأجر عند الله ؟ فقال لها رسول الله r
( أخبري من وراءك من النساء أن طاعتكن لأزواجكن
واعترافكن بحقوقهم يعدل الجهاد في سبيل الله )
.
هذه البرامج يقوم
عليها ناسٌ اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ، تهدف إلى تربية الأبناء والبنات
على المجون والانحلال ، أليس ما نراه يعتبر حملة ضد الخلق والفضيلة ، فلماذا لا
نأتمر بتوجيهات رسول الله r
الذي أمر المرأة أن تلتزم بأربع مسوغات لدخول الجنة عندما قال : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها وحفظت فرجها قيل
لها يوم القيامة ادخلي الجنة من أي أبوابها الثمانية شئت ) .
هذا هو الذي يريده
الإسلام للمرأة أن تتعلم كيف تربي أولادها ، وكيف تقوم على رعاية زوجها ، قرأت عن
نساء المسلمين كيف كان حالهن ؟ كانت الواحدة في الصباح تودع زوجها وهو خارج إلى
عمله فتقول له : يا فلان اتق الله ولا تأكل حراماً ، إننا نستطيع أن نصبر على جوع
الدنيا ولكن لا نستطيع أن نصبر على عذاب
النار يوم القيامة ، وإذا أخذ زوجها مضجعه لينام ، توضأت وغسلت وجهها ودخلت عليه
في فراشه ، وسألته سؤال أدب واحترام قائلة : ألك حاجة إلي ؟ فإن كان له حاجة قضاها
، وإن لم يكن إليها حاجة قالت له : أتأذن إلي أن أقوم الليلة فاصلي بين يدي رب
العالمين ، إنهن يضربن المثل الأعلى للمرأة الصالحة
إلا إن منافقي المرأة
الذين جاؤا بأفكار تريد لها أن تزاحم الرجال بصدر مكشوف وسيقان عارية هؤلاء المخمورين الذين لا يعرفون استقرار
البيوت ، تناسوا أن من أركان صلاح المجتمع
صلاح حال المرأة ، ولا صلاح لحال المرأة إلا إذا رجعت إلى مملكتها تقوم على
تربية أولادها حتى تكون ممن قال الله فيهن ) فالصالحات
قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله (
النساء
34
.
وليس صلاحها في السهر
أمام التلفاز على برامج الهزل وضياع الأخلاق ، والسخرية بالقيم والمبادئ أليس ما يعرض يساهم في تدمير البيوت ؟ فوالله
لو عرف شبابنا دينهم ونبيهم وقرآنهم وسنة حبيبهم ما كان هذا حالنا ، ولو وجهنا
الشباب إلى العمل على تطبيق منهج الله لأصلح الله حالنا ، ولكن للأسف فإننا نرى
البيوت ساهرةً على هذه التفاهات التي تعرض والتي تحرص على تقليد ما جاء به الغرب
من سموم الثقافات ، التي لم تترك مجالاً من مجالات التصور بلا فساد ، فأفسدت
الشباب حتى نسوا المنهج الذي جاء به سيد الخلق r ، فالفطرة الإنسانية لا ترضى للعلاقات بين
الجنسين أن تكون فوضى بلا ضابط ، كما أن الإباحة المطلقة لا تستقيم مع المنطق
البشري ، ولا تتلاءم مع أهداف الحياة
وكلما هبطت نظرة المجتمع إلى الحياة ، وانحرفت أمامه قيم الوجود ، تدنى
وشملته الفوضى والاضطراب . فكان لا بد لدعاة الفوضى الجنسية أن يحصنوا أنفسهم
بالتشريع الذي يكفل صيانة مصالحهم عن طريق تلهية الناس ، بحفلات الرقص والإباحية
والتحلل ، فلا حرج إلبس كما ترغب وتعرّ
كما ترغب ، صغ علاقاتك الجنسية على هواك ، مما مكن لدعاة الفوضى الجنسية من النفوذ
ما استطاعوا به الهيمنة على بعض البرامج التلفزيونية ، التي تعمل على تهيئة بعض
الأذهان إلى الاستجابة لما يدعون إليه ،
فكان لهم ما سهّل الحرام وباعد بين الشباب وطريق العفاف ، وفتح المجال الواسع
للخداع الذي أحدثته الحضارة الحديثة ، التي ألجأت المرأة إلى العمل وحرمتها من
نعيم البيت ومملكته الظليلة ، وأخرجتها تعرض أنوثتها وتبرز جسدها ، لتتفتح لها
الأبواب وتنفرج السبل ، فأصبحت بعض أعمال المرأة مصايد للشرف والعفاف . إننا بحاجة
ماسة إلى العودة إلى أحكام الإسلام الذي يريد للإعلام أن يكون توعية لا تسلية ،
بذلك يصلح الله حالنا ونكون خير قدوه لخير أمة ، ولكننا ابتلينا بقوم حملوا
أخلاقاً مسمومة ، في الوقت الذي تعاني فيه الأمة ما تعاني ، ولن يصلح حال الأمة
إلا إذا اصطلحت مع الله .
اللهم يسّر للأمة من
يمنع هذا السقوط والإفساد اللهم آمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق