الأحد، 26 أكتوبر 2014

برامج المجون إلى متى


السوبر ستار ، وستار أكاديمي ، وعلى الهوى سوى ، الذي تعرضه الفضائيات يلتقي فيه شباب وشابات لاختيار مغنٍ ، وعلى الهوى لاختيار عريس ، و غير ذلك من برامج وسائل اللهو التي تكثر وتكثر من قبل ما تعرضه الفضائيات   ويمكن أن تظهر برامج جديدة من برامج الفجور والعصيان ، وما فيها من غرام وحب ولقاء وفوضى ، والتي أصبحت بمثابة شياطين تسكن في بيوت المسلمين ، وأبنائنا الضحية حيث فسدوا بذلك بدل أن يصلحوا ، وهنا سؤال ؟ من المسئول ؟ هل هم الذين يعرضون هذه البرامج ؟ أم الذين يملكون المال وينفقونه على هذه المحطات   إن كثيراً من هذه البرامج تظهر فيها النساء  مع الرجال في أوضاع شبه عارية ، بدعوى الحرّية ولا يهمها ما يترتب على ذلك من انحلال ، لأن الذي يهمها هو استخلاص اكبر قدرٍ من الربح عن طريق هذه البرامج ، التي تعتمد حكاية التهذيب الجنسي بالاختلاط البريء ، الذي منعه الإسلام ، لأنه لن يظل بريئاً ما دام شبابنا لا يستطيعون تصوّر الفرق بين الصداقة البريئة والصداقة الجنسية ، ولعلّهم بذلك أكثر واقعية من المتفلسفين الذين يتشدقون بكلمات البراءة والتهذيب ، وأي تهذيبٍ ذلك الذي نطالب الفتى بإدراكه ، حين تتاح له الفرصة للتعرّف بفتاةٍ أو الخروج معها ولقائها كما يشاء ، إنه لا يدرك حينئذٍ إلا عمل الغريزة ، ولا يسمع إلا إلحاحها   فإما أن يصل على نتيجة ، وإما أن يقع صريع الحرمان بعد الإغراء والإثارة ، إننا نجد صدى ذلك في أزياء طالبات الجامعات وأمثالهن التي نرى في الشوارع ، إنها ليست أزياء سترٍ ولا علمٍ ولا براءة ، بل هي أزياء أنوثةٍ وفتنةٍ وإغراء ، مثلهن ممثلات السينما وما يعرضه التلفاز في مثل البرامج التي ذكرنا ، فأي براءة وأي تهذيب ، إذا علمنا أن دعوى البراءة والصداقة بين الجنسين باطلة يملؤها الخداع والزيف ، إننا نستطيع أن نقول بأن ما نزل بنا وينـزل من البلاء ، ما هو إلا بسبب السكوت على هذه المنكرات ، وما قلِّة البركة وارتفاع الأسعار إلا بسبب هذه المعاصي  .
أليس الأجدر والأولى أن يربى الشباب على العقيدة والفضيلة والعفة ، بدل هذه البرامج المسمومة والمأجورة التي تحرص على تعليم الفتيات الرقص والغناء ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا   ولماذا لا تكون لنا الأسوة بأسماء بنت يزيد التي جاءت إلى رسول الله r وقالت : يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك ، إن نساء المسلمين يقلن لك إن الرجال يذهبون للقتال في سبيل الله ، فإذا قتلوا دخلوا الجنة ، وإذا انتصروا رجعوا بالأجر والثواب ، فماذا لنا من الأجر عند الله ؟ فقال لها رسول الله r ( أخبري من وراءك من النساء أن طاعتكن لأزواجكن واعترافكن بحقوقهم يعدل الجهاد في سبيل الله ) .
هذه البرامج يقوم عليها ناسٌ اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ، تهدف إلى تربية الأبناء والبنات على المجون والانحلال ، أليس ما نراه يعتبر حملة ضد الخلق والفضيلة ، فلماذا لا نأتمر بتوجيهات رسول الله r الذي أمر المرأة أن تلتزم بأربع مسوغات لدخول الجنة عندما قال : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها وحفظت فرجها قيل لها يوم القيامة ادخلي الجنة من أي أبوابها الثمانية شئت ) .
هذا هو الذي يريده الإسلام للمرأة أن تتعلم كيف تربي أولادها ، وكيف تقوم على رعاية زوجها ، قرأت عن نساء المسلمين كيف كان حالهن ؟ كانت الواحدة في الصباح تودع زوجها وهو خارج إلى عمله فتقول له : يا فلان اتق الله ولا تأكل حراماً ، إننا نستطيع أن نصبر على جوع الدنيا ولكن لا نستطيع  أن نصبر على عذاب النار يوم القيامة ، وإذا أخذ زوجها مضجعه لينام ، توضأت وغسلت وجهها ودخلت عليه في فراشه ، وسألته سؤال أدب واحترام قائلة : ألك حاجة إلي ؟ فإن كان له حاجة قضاها ، وإن لم يكن إليها حاجة قالت له : أتأذن إلي أن أقوم الليلة فاصلي بين يدي رب العالمين ، إنهن يضربن المثل الأعلى للمرأة الصالحة 
إلا إن منافقي المرأة الذين جاؤا بأفكار تريد لها أن تزاحم الرجال بصدر مكشوف وسيقان عارية   هؤلاء المخمورين الذين لا يعرفون استقرار البيوت ، تناسوا أن من أركان صلاح المجتمع   صلاح حال المرأة ، ولا صلاح لحال المرأة إلا إذا رجعت إلى مملكتها تقوم على تربية أولادها حتى تكون ممن قال الله فيهن ) فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ( النساء 34
وليس صلاحها في السهر أمام التلفاز على برامج الهزل وضياع الأخلاق ، والسخرية بالقيم والمبادئ  أليس ما يعرض يساهم في تدمير البيوت ؟ فوالله لو عرف شبابنا دينهم ونبيهم وقرآنهم وسنة حبيبهم ما كان هذا حالنا ، ولو وجهنا الشباب إلى العمل على تطبيق منهج الله لأصلح الله حالنا ، ولكن للأسف فإننا نرى البيوت ساهرةً على هذه التفاهات التي تعرض والتي تحرص على تقليد ما جاء به الغرب من سموم الثقافات ، التي لم تترك مجالاً من مجالات التصور بلا فساد ، فأفسدت الشباب حتى نسوا المنهج الذي جاء به سيد الخلق r ، فالفطرة الإنسانية لا ترضى للعلاقات بين الجنسين أن تكون فوضى بلا ضابط ، كما أن الإباحة المطلقة لا تستقيم مع المنطق البشري ، ولا تتلاءم مع أهداف الحياة   وكلما هبطت نظرة المجتمع إلى الحياة ، وانحرفت أمامه قيم الوجود ، تدنى وشملته الفوضى والاضطراب . فكان لا بد لدعاة الفوضى الجنسية أن يحصنوا أنفسهم بالتشريع الذي يكفل صيانة مصالحهم عن طريق تلهية الناس ، بحفلات الرقص والإباحية والتحلل ، فلا حرج إلبس كما ترغب   وتعرّ كما ترغب ، صغ علاقاتك الجنسية على هواك ، مما مكن لدعاة الفوضى الجنسية من النفوذ ما استطاعوا به الهيمنة على بعض البرامج التلفزيونية ، التي تعمل على تهيئة بعض الأذهان  إلى الاستجابة لما يدعون إليه ، فكان لهم ما سهّل الحرام وباعد بين الشباب وطريق العفاف ، وفتح المجال الواسع للخداع الذي أحدثته الحضارة الحديثة ، التي ألجأت المرأة إلى العمل وحرمتها من نعيم البيت ومملكته الظليلة ، وأخرجتها تعرض أنوثتها وتبرز جسدها ، لتتفتح لها الأبواب وتنفرج السبل ، فأصبحت بعض أعمال المرأة مصايد للشرف والعفاف . إننا بحاجة ماسة إلى العودة إلى أحكام الإسلام الذي يريد للإعلام أن يكون توعية لا تسلية ، بذلك يصلح الله حالنا ونكون خير قدوه لخير أمة ، ولكننا ابتلينا بقوم حملوا أخلاقاً مسمومة ، في الوقت الذي تعاني فيه الأمة ما تعاني ، ولن يصلح حال الأمة إلا إذا اصطلحت مع الله .
اللهم يسّر للأمة من يمنع هذا السقوط والإفساد اللهم آمين .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق