إن
المعركة مع الإسلام ليست بالسهولة التي تريدها الصليبية الناقمة والصهيونية الحاقدة التي تعمل على تدميرنا من
الداخل وستكشف لنا الأيام بما لا يدع مجالاً للشك بأن الأحداث التي حصلت ما هي في
حقيقتها إلا لإيجاد المبرر لضرب الإسلام والمسلمين .
لقد
برزت نظرية نتيجة أحداث الحادي عشر من أيلول تقول : بأن الموساد والحكومة
الإسرائيلية وضعوا هذا المخطط للإضرار بالمصالح العربية والإسلامية عالمياً ، وهذا
ما برز في موضع الحوار الخاص بصحيفة اندبندنت ، إذ كتب أحد المشاركين بأن ما حدث
في 11 سبتمبر 2001م هو عمل من أعمال العنف العشوائي ، والسبب الخفي عدم إدعاء أي
أحد في العالم الإسلامي مسؤولية القيام بذلك العمل وأنهم لم يقوموا به وقد يكون العرب استخدموا كبيادق .
وسمعنا
عن رواية تقول : إن الحكومة الإسرائيلية أحظرت سرياً 4000 إسرائيلي يعملون في منهاتن
بالابتعاد عن ذلك المكان في يوم الاعتداءات ، غير أن هذه الرواية أفشلها حقيقة وقوع عدد
كبير من الإسرائيليين ضحايا في الكارثة التي ألمت بمركز التجارة العالمي ويقول
روبين رامزي الكاتب البريطاني الذي ألف كتاباً حول نظريات المؤامرة تشير الرسائل
الإلكترونية التي تتداول حالياً بخصوص مركز التجارة العالمي إلى أنه يشبه حريق
الرايشتاغ وطبقاً لهذه النظرية فإن وكالة
المخابرات المركزية الأمريكية خططت لذلك العمل الإرهابي ، وذلك حتى تقوم إدارة
الرئيس بوش بأنهاء الحريات المدنية ، وقد وجدت هذه الفكرة قبولا كبيراً بصفة خاصة
لدى من يعتقدون أن حادثي واكو بولاية تكساس وتفجيرات أوكلاهوما سيتي خططت لهما
الحكومة الأمريكية وقد أعلن الأمريكي شيرمان سلولنيك أحد منظري المؤامرات ، أن
الحكومة الأمريكية كانت تعلم بتلك الاعتداءات ، وان المخابرات الأمريكية أبلغت
كذلك قبل الاعتداءات الإرهابية التي تحدد لها يوم 911 رمز الطوارئ ورمز 11 سبتمبر
2001 يوم الطوارئ.
وقد
ورد في موقع كونفورميست على الإنترنت وهو
موقع أمريكي متخصص في نظرية المؤامرة بأن الدليل على تورط عرب أصوليين في تلك
الاعتداءات لا يقوم على أي أساس ففي يوم
السبت وبعد أيام فقط من الهجوم ، أعلنوا أنهم وجدوا بين مخلفات مركز التجارة
العالمي جواز سفر أحد الإرهابيين ، ونحن شهدنا على التلفاز كيف اندلعت النار وأنها
كانت من الشدة بحيث أذابت حديد المبنى وحولته إلى معدن سائل . والسؤال هنا كيف نجا
جواز السفر بعد أن فتشوا 20 ألف طن من الأنقاض من أجمالي 104 مليون طن ؟ الجواب
ببساطة كمن مد يدة في كومة من القش فالتقط الإبرة الموجودة فيه .
وهناك
رواية تذكر بأن الطائرتين وحدهما لا يمكنهما إحداث انهيار البرجين ، فمن الصعوبة
تصديق رواية إنهيار المبنيين من أعلى إلى أسفل
لأنه يبدو أن الطريقة التي أنهار بها قد تم بطريقة مهنية دقيقة ، بوضع
متفجرات تحت كل عمود فيها .
وقد
ترددت إشاعات بوجود علم مسبق بالأمر لما
روي أن جندياً في الأسطول الأمريكي يعمل على متن إحدى حاملات الطائرات ، اتصل
هاتفياً بأسرته في أمريكا قبل وقت الحادث ينبه بأن أمراً مهماً في طريقه للوقوع في
منطقة حضرية كبرى . لقد ذكرت هذه الملاحظات لأننا لا نستطيع مقاومة هذه المؤامرة
إلا بمعرفة أبعادها أولاً واعتماد الجهاد في سبيل الله طريقاً لمقاومة هذا
الاعتداء ثانياً ، لكن ما أنزله الأعداء بالمسلمين من هزيمة يضعنا أمام تحدٍ مخيف
، حتى اعتقد ضعفاء الإيمان أن معركتنا معهم خاسرة
ناسين أننا أضفنا إلى استعدادهم استعداداً آخر وهو تنكرنا لمبادئنا وعقيدتنا وتآمرنا على
ديننا مع المتآمرين ، وإذا لم يع المسلمون أبعاد هذه المؤامرة ولم يدركوا أهدافها
ومراميها فإن رواد الخير وطلائع الحق لن
تفتر لهم همة ولن يعتريهم وهن شعارهم
الجهاد لإعلاء كلمة الله ، ولن ييأسوا من رحمة الله رغم هذا الواقع الميئس وهذا الوقت الطويل الذي يقطع الرجاء من هزيمة
هذه القوة القاهرة للمسلمين بما تملكه من أسلحة متطورة وحتى الحديث عن النصر على هذه القوة ، يقابل
بالاستنكار أمام ما يجري على أرض الواقع ، إلا أن هذا لا يؤثر في إيمان المؤمن
بنصر الله وتوفيقه وهذه هي قيمة الإيمان
بالله بعدم اليأس من روح الله ، ولوا أحاط بالمؤمنين الكرب واشتد بهم الضيق وهو ما أخبرنا به الله في قوله :
}إنه
لا ييأس من رَوْحِ اللهِ إلا القومُ الكافرون{ يوسف 78 .
إننا نمر في وقت حرج طغى فيه الباطل وبغى وبطش وغدر
حتى داخل كثير من النفوس عدم الرجاء في نصر الله ، لأن الشدة والحرج والضيق
الذي يمرون به بلغ حداً لا يطيقه البشر العادي
وقد شعرت بقشعريرة من رؤية هذا الكرب المزلزل وما نحس به من ألم لا يطاق ،
عندما قرأت قوله تعالى :}أم حسبتم أن تدخلوا
الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلهم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول
الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ؟{ .
وهو
لسان حالنا هذه الأيام ، إنها اللحظة التي يستحكم فيها الكرب ويأخذ فيها الضيق
بمخانق الرجال ، عندها يجيء نصر الله حاسماً فاصلاً قال تعالى :}حتى
إذا استَيْئَس الرُسُلُ وظنوا أنهم قد كُذِبُوا جاءهم نصرُنا فَنُجِّى مَنْ نشاء
ولا يُرَدُ بأسُنا عن القومِ المجرمين {.يوسف 110 .
إنها
سنة الله فلا بد من الشدائد ولا بد من الكروب ، حتى لا تبقى بقية من جهد ولا بقية
من طاقة ، ثم يجيء النصر بعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة ، التي يتعلق بها الناس
يجيء النصر من عند الله ، فينجو الناس من البطش والتعسف الذي يلاقوه من المتجبرين
ويحل بأس الله بالمجرمين مدمراً ماحقاً لا يصده عنهم وليٌ ولا نصير ، وإذا كان هذا
كائناً بدليل النص القرآني ، فلماذا يعمد كبراء الأمة إلى تضليل شعوبهم ، باتخاذ
الأنداد من دون الله ولماذا يسلمون القيادة لمن يتلقون شرائعهم من أهواء البشر لا
من وحي الله ؟
ولماذا
هذا الخضوع والخنوع والخوف منهم ومن قوتهم ومكرهم الذي سيأخذهم الله به مهما يكن
من العنف والتدبير ؟ قال تعالى :}وقد مكروا مكرهم وعند
الله مكْرُهُمْ وإن كان مكْرُهُم لِتَزولَ منه الجبال { إبراهيم 45 .
إن
الله محيط بهم وبمكرهم وإن كان مكرهم من القوة والتأثير حتى ليؤدي إلى زوال الجبال
أثقل شيء وأصلب شيء وأبعد شيء عن تصور التحرك والزوال ، فمكرهم هذا ليس مجهولاً
وليس خافياً وليس بعيداً عن متناول القدرة ، فهو حاضر عند الله يفعل به كيف يشاء
وصدق الله :}فلا
تحسبن الله مخلف وعدِه رُسُلَه إن الله عزيز ذوانتقام{.
إبراهيم 46. ومن يشعروا بالفشل والخيبة إذا رأوا قدر الله يبطئ بهم عن الغلب الظاهر والتمكين في الأرض ، ندعوهم لدراسة تاريخ الأمم القوية الغنية ، كيف انتقص الله من قوتها وقدرتها فهزمت أمام الحق وأنصاره ، والأمم اليوم ليسوا بأشد مكراً ولا تدبيراً ولا كيدا ممن كان قبلهم فأخذهم الله وهو أحكم تدبيراً وأعظم كيداً قال تعالى :}وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعاً {. الرعد 43.
إبراهيم 46. ومن يشعروا بالفشل والخيبة إذا رأوا قدر الله يبطئ بهم عن الغلب الظاهر والتمكين في الأرض ، ندعوهم لدراسة تاريخ الأمم القوية الغنية ، كيف انتقص الله من قوتها وقدرتها فهزمت أمام الحق وأنصاره ، والأمم اليوم ليسوا بأشد مكراً ولا تدبيراً ولا كيدا ممن كان قبلهم فأخذهم الله وهو أحكم تدبيراً وأعظم كيداً قال تعالى :}وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعاً {. الرعد 43.
إن
كل مسلم منا يستطيع أن يعرف سبب ما يحل بنا ، إذا ما عرف لمن المقام الأعلى في
حياتنا و لمن الطاعة والإتباع والامتثال ؟
فإن
كان لغير الله فهم في غير دينه ، وحتى يأتيهم النصر عليهم تفادي ذلك ، حتى يأذن
الله للأمة الضائعة بقائدٍ مؤمن يرفع راية الجهاد ويعيدها إلى الإيمان ، هذا بلاغ
للناس ولينذروا به ، وليس لما يفعلونه من أثر ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يعوق
بحقيقة وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر
وأخذهم أخذ عزيز مقتدر . لأن الله لا ولن يدع الظالم يفلت ولا يدع الماكر
ينجو ، ولن يخلف الله وعده ، وسيكون ذلك لا محالة ولو إلى حين ولكننا لا ندري كيف يتم هذا . ولكن الله أعلمنا
بأنه لا يغيِّر نعمة أو بؤس ، ولا عزاءً أو ذلة إلا أن يغير الناس من مشاعرهم
وأعمالهم ، لأن ما يحل بالمسلمين هو نتيجة مترتبة على ما يكون منهم قال تعالى :}إن
الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{.الرعد 11
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق