السبت، 25 أكتوبر 2014

العقيدة الإسلامية والفرق بين العقيدة والحكم الشرعي


من حق العقيدة علينا ، أن نشبعها بحثاً ، حتى يبقى الإنسان مميزاً بالإيمان القوي ، والعقل السليم  والمعرفة الصحيحة ، وأن تبقى رايةُ الإيمان بأصول وأركان الدين في الإسلام  مرفوعة وظاهرة  وأدلتها قوية وواضحة ، وثمراتها في سلامة الأفراد وعزَّة الأمة متحققة .     
إن الضلال والفساد ،لم يستطيع أن يسود بلادنا  إلا في غيبة الإيمان الصحيح ، وإننا لنلمح عودة الجاهلية الأولى ، تطارد عقيدة التوحيد ، في أكثر من ميدان ، لذا كان واجباً على كل مسلم يؤمن بالله ، أن يُرَّكز على موضوع العقيدة ،حتى تترسَّخ في قلوب الناس  لحاجتهم إلى الإيمان والعقيدة ، فلا غنى لهم عن الإيمان بالله ، وعبادته بحال من الأحوال  ومن هنا لم تخل أمةٌ وجدت على وجه الأرض ، من عقيدة ودين ، مصداقاً لقوله تعالى: {وإن من أمةٍ إلا خلا فيها نذير}فاطر 24 
أما الإيمان : فهو التصديق بما جاء به الرسول  (ص ) مما علم من الدين بالضرورة أو ما أشبهها من الأدلة القطعية . وقد فسره النبي في حديث ابن عمر عندما سأل جبريل النبي قال : (فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) أخرجه مسلم . وهذا التفسير هو تعريف العقيدة .
أما الإسلام : فهو الامتثال والانقياد لما جاء به رسول الله ، مما علم من الدين بالضرورة أو قام عليه الدليل القطعي ، وقد جاء تفسير الإسلام في حديث جبريل .  (وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) أخرجه البخاري .
وهذه هي الأركان التي بني عليها الإسلام .
وقد وجد علم التوحيد لبيان العقيدة ، وإقامة الأدلة القطعية على صدقها وصحتها . وهذا العلم هو : إفراد المعبود بالعبادة ، مع اعتقاد وحدته  والتصديق بها ذاتاً وصفات وأفعالا .
وقد اشتهر بعلم التوحيد ، لأن مبحث الوحدانية أشهر مباحثه ، ويسمى علم الكلام كما ذكره  الباجوري في حاشيته على الجوهرة .
وقد وردت تسمياتٍ عدة لعلم التوحيد وهي ثلاثة : علم العقيدة وعلم الكلام وأصول الدين .
أما علم العقيدة : فهو الذي يبحث فيما يجب على الإنسان أن يعتقده ويؤمن به ، ويقيم عليه الدليل اليقيني ، كما يطلق أيضاً على المبادئ الدينية نفسها التي ثبتت بالدليل اليقيني .
وعلم الكلام : وهو الذي يبحث في العقائد ، بالأدلة العقلية والردِّ على المخالفين .
وأخيراً أصول الدين : وهو يطلق على المبادئ العقدية التي ثبتت بالأدلة اليقينية .
أما مصادر المعرفة في العقيدة الإسلامية : فهي عالم الغيب وعالم الشهادة .
أما عالم الشهادة : فإنه يطلق على الأشياء المادية  التي اتصلت بها حواسنا ، وشهدناها شهوداً حسِّيا
وعالم الغيب : يطلق على الأمور الغائبة عن شهودنا ، وعالم الحس فينا ، فالروح مثلاً إن لم نحس بها إحساساً ظاهراً ، فإننا قد آمنا بها  استدلالاً بآثارها فينا ، كالكهرباء والجاذبية التي ندركها من آثارها ، أما طريق معرفة كلٍّ منهما  فإن عالم الغيب يمكن الوصول إلي معرفته معرفةً حقيقية بالوحي الإلهي الذي جاء به الرسل  ويصل إلينا عن طريق الخبر الصادق المتواتر .
وأما عالم الشهادة فطريق الوصول إلى معرفته  بالتأمل والتفكر والنظر العقلي ، والتجربة والمشاهدة .               
  إن الأيمان بالله ، من عناصر العقيدة الإسلامية الأساسية ، ندعوه بأسمائه ، ونصفه بصفاته ، غير مشبهين صفاته بصفات المخلوقين ، ولا مؤولين لها ولا معطلين ، مع الاعتقاد الراسخ ، بأن الله ليس كمثله شئ ، وبالعجز الكامل عن إدراك كنه ذاته تعالى  أو كنه صفاته الذاتية على حد سواء ،كما نؤمن بوحدانيته ، ونفي الشريك في ربوبيته وعبوديته .
ويحرم الكلام عن ذات الله تعالى والتفكير فيها  ومحاولة إدراك كنهيها ، ومعرفة حقيقتها  لما ثبت شرعاً النهي عن ذلك ، لاستحالة ذات الله عقلاً  ولأنه لا تدركه الأبصار   فكان لا بد لكل إنسان حتى يدركه ، أن يُقِرَّ من داخل عقله وقلبه ، بأن لهذا النظام منظماً ، وأن للسماء والأرض خالقاً  وأن الأثر يدل على المسير .
سئل رسول الله (ص) كيف رأيت ربك ؟ فأجاب قائلاً (نورٌ أنى أراه) .
وقد وضع السلف الصالح معياراً دقيقاً لذلك فقالوا : "كل ما خطر ببالك فإنه هالك   والله بخلاف ذلك " .
وسئل أبو بكر الصديق بما عرفت ربك ؟ فقال : "عرفت ربي بربي ، ولولا ربي ما عرفت ربي  فقيل له : فكيف عرفت ربك ؟ قال : العجز عن إدراك الإدراك إدراك ، والبحث عن ذات الله إشراك" .
وإذا ما سألك سائل أين الله ؟ فقل له أين أنت ؟ حتى تعلم أين الله ، فالله ليس بجسمٍ ولا صوره  ولا معدودٍ ولا محدود ، ولا متبعضٍ ولا متجزئ  ولا متلونٍ ولا متكيف ، لا يسأل عنه بمتى كان ؟ لأنه خالق الزمان ، ولا يسأل عنه بأين هو ؟ لأنه خالق المكان  فكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك ، هو الأول لا شئ قبله ، الآخر لاشيء بعده  الظاهر لا شئ فوقه ، الباطن لا شئ تحته  كلُّ شئٍ قائم به ، وكل شئ خاشع له ، عزُّ كل ذليل ، وغني كل فقير، وقوة كل ضعيف ، من تكلم سمع قوله ، ومن سكت علم سرّه  ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه منقلبه ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
وقيل للإمام علي هل رأيت ربك ؟ قال: "وكيف أعبد مالا أرى ؟ فقيل له كيف رأيته ؟ قال : إذا كانت العيون لا تراه بمشاهدة العيان ، فإن القلوب تراه بحقيقة الإيمان  سبحانك ربي يا من تنزه عن الشريك ذاته ، بالبر معروف   وبالإحسان موصوف ، علم ما كان  وعلم ما يكون ، وعلم ما لا يكون ، لو كان كيف كان يكون " .
وقيل للإمام مالك : ما معنى قوله تعالى الرحمن على العرش استوى ؟ فقال :" الاستواء معلوم  والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعه ، والإيمان به واجب ، فمن الله الرسالة  وعلى الرسول البلاغ  لأنه تعالى كان ولا مكان ، وهو على ما كان  قبل خلق المكان  لم يتغير عما كان " .  ما اجمل وأروع واسلم هذه العقول ، التي عرفت فأصدرت حكمها عدلاً وصدقاً .
سأل بعض الماديين الإمام أبو حنيفة : "هل أبصرت ربك ؟ قال : سبحان ربي لا تدركه الأبصار ، قال هل أحسسته بأحد حواسك ؟ قال أبو حنيفة سبحان ربي ليس كمثله شئ  فقال السائل : إن لم تكن أحسسته ولا أبصرته فمن أين تثبت أنه موجود ، قال الإمام : يا هذا هل أبصرت عقلك ؟ قال : لا قال: هل سمعت عقلك ؟ قال: لا قال هل احسسته ببعض حواسك ؟ قال : لا فقال له الإمام : أأنت عاقل أم مجنون ؟ قال : أنا عاقل فقال الإمام : فأين عقلك ؟ قال : موجود ، فقال الإمام :كذلك الله جل جلاله موجود " .
إن الإيمان من أفضل الأعمال ، وأشرف الوسائل التي يتوسل بها إلى الله ، للحصول على مرغوب  أو النجاة من مرهوب ، فقد رضيه الله وسيلةً إليه  وأثنى على المتوسلين به في قوله تعالى:{ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار}آل عمران 16 .
والوسيلة : هي التقرب إلى الله تعالى بعمل صالح  طلباً للقرب منه  وهي مندوبٌ إليها لقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة }المائدة 35 . ولفظ الجلالة الوسيلة أطلق على أعلى درجه في الجنة ، قال (ص) : ( ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزله في الجنة ، لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله ) .
أما الوسائل المحرمة فهي : الاستعانة بالأولياء  والصالحين ، والتوسل بجاههم والنذور إليهم  والذبائح على أرواح الأولياء وأضرحتهم وسؤال الله بجاه نبيه أو عبده فلان ، هذا كله غير جائز .
وأما الإيمان بالملائكة الذين خلقهم الله من نور  وطبعهم على الخير، يفعلون ما يؤمرون  فالإيمان بهم من عناصر العقيدة الإسلامية ، ومنها الإيمان بالكتب ، وذلك بالتصديق الجازم بما أوحى الله من كلامه  الخاص ، على من اصطفى من رسله عليهم السلام  .
ومنها الأيمان بالرسل ، وخاصة أولوا العزم منهم  وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ، ومنها الإيمان باليوم الآخر   وهو التصديق بيوم القيامة الذي ينتهي به الكون وتنتهي فيه هذه الحياة الدنيا بكاملها  وتبدأ حياة أخرى ، وهي الدار الآخرة بكل ما فيها من الخلائق ، وحشرهم وحسابهم ومجازاتهم .
ومنها القضاء والقدر : وهو أفعال العباد التي تقع في الدائرة التي تسيطر عليه ، والخاصيّات التي يحدثها في الأشياء . أما الإيمان بالقضاء والقدر خيرهما وشرهما من الله ، فهو الإيمان بأن أفعال الإنسان التي تحصل جبراً عنه ولا قبل له بدفعها  والخاصيّات التي تحدث في الأشياء ، هي من الله  وليست من العبد ، ولا دخل له فيها ، وبذلك تخرج الأفعال الاختيارية عن بحث القضاء والقدر  لأن هذه الأفعال ، حصلت من الإنسان أو عليه باختياره . ولا يجوز أن يحتج المسلم بارادة الله وقدره ، على الذنوب والمعاصي ، التي يأتيها العبد مريداً لها ، وهو يعلم أن الله قد حرَّمها على عبادة  وكرهها لهم ومنهم ، وأنزل بذلك كتبه وبعث رسله ، بخلاف المصائب التي تصيب الإنسان   ولم يكن قد تسبب فيها  بترك طاعة أو مخالفه سنه ، لأنه لم يكن بإرادة منه واختيار، وإنما هو مجبور على ذلك  فالعقول وما فيها من ذكاء أو غباء ، والأجسام وما تكون عليه من طول أو قصر   والزمان الذي يولد فيه الإنسان ، والمكان الذي يحيافيه ، والبيئة التي ينشأ في ظلها    والحياة والموت والصحة ، والمرض والسعه والضيق   ذلك لا يد للإنسان فيه ، وهو ليس محل مؤاخذه  ولا موضع حساب .
وقد تعهد الله بإعطاء الأجر للمؤمن الذي تحلُّ به مصيبة من هذه المصائب ، فقال عليه السلام في الحديث الذي رواه البخاري : ( ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا همٍّ ولا حزنٍ  ولا أذى ولا غمٍّ ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفَّر الله بها من خطاياه ) .
أما الجانب الآخر من الأعمال التي يقوم العبد نفسه بفعله ،مختاراً غير مجبر، فالإنسان يُسأل عن هذا الفعل ، لأنه يقع في الدائرة التي يسيطر عليها الإنسان .
سأل الحسن البصري ، الحسن بن علي مستفهماً عن القضاء والقدر فأجاب : من حمل ذنبه على ربه فقد فجر ، إن الله لا يطاع استكراها ولا يُعصى بغلبة ، فإن عمل الناس بالطاعة ،لم يحل بينهم وبين ما عملوا ، وإن عملوا بالمعصية   فليس هو الذي أجبرهم  ولو أجبرهم على الطاعة لأسقط الثواب ، ولو أجبرهم على المعصية لأسقط العقاب ، ولو أهملهم لكان عجزاً في القدرة ، فإن عملوا بالطاعة فله المنة ، وإن عملوا بالمعصية فله الحجة عليهم  .
أما الإرادة : فإنه لا يقع في ملك الله أي فعل  سواء كان ذلك خيراً أو شراً إلا  بإرادته . والإرادة هنا معناها أنه لا يقع في ملكه شئ جبراً عنه ، فإذا عمل  العبد عملاً ولم يمنعه  الله منه  ولم يجبره عليه ، بل تركه مختاراً ،كان فعله هذا بإرادة الله ، لا جبراً عن الله ، أما فعل العبد نفسه فهو باختياره ، بمعنى أن الإرادة هنا غير مجبره على الفعل ، لأنها لا دخل لها في الأفعال الاختيارية  وعليه فالبحث يكون ، هل العبد مجبر على الفعل أم مختار؟ وليس أن الله أراد الفعل أو لم يرده   فإذا ثبت أن الفعل قام به العبد مختاراً في دائرة الأفعال الاختيارية ، وهي التي تقع ضمن نطاق الأوامر والنواهي ، التي أوضحها الله ورسوله  والتي يسيطر عليها الإنسان ولم يجبر عليها ، فهذه الأفعال غير داخله في مجال القضاء والقدر .
وأخيراً الهداية والضلال : فالإنسان  هو الذي يهتدي ، وهو الذي يضل ، يهتدي مختاراً ويضل مختاراً ، دون أي  إجبار ، فالهدى والضلال من الإنسان نفسه ، لأنه فعل من أفعاله كسائر الأفعال الاختيارية ، بصريح الآيات القرآنية . قال تعالى :{فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها}الإسراء 15 . وقوله :{فإن اسلموا فقد اهتدوا}آل عمران 20 .
 إن القارئ لهذه الآيات وأمثالها ، يجد أن الله رتب الحساب على أعمال الناس . قال تعالى: من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها }فصلت 46 .
أما لو كان الأمر كما يقول الجهلاء ، بأن الله هو الذي يهدي الإنسان ، وهو يضله ، وليس الإنسان نفسه ، فإن حساب الله للناس   وتعذيبهم على الضلال حسب فهمهم ظلم ، لأنه حساب لهم على شئٍ لم يفعلوه ، وإنما بأمرٍ منه   والله منزه عن الظلم .
فالإنسان  هو الذي يضل ويهتدي ، ومحاسبته على ذلك عدلٌ ، لأنها محاسبةٌ على فعل فعله هو.
أما الآيات التي تدل على نسبه الهداية والضلال إلى الله ، فذلك يعني أن الله خلق الهداية والضلال من العدم ، وليس أن الله هو الذي باشر فعل الهداية  ، مثال ذلك قال تعالى:{قل الله يهدي للحق}يونس 35 . وقال :{من يهد الله فهو المهتد}الإسراء 97 .
هذه الآيات وامثالها في القرآن الكريم ، لا تعني أن الله باشر الهداية ، إنما تعني أن الله خلق الهداية .
كما لا يقال ان الهداية استندت إلى الله ، لأن هناك قرينه تصرف الأشياء عن الفعل إلى الخلق ، وهي الآيات التي تسند الهداية إلى  الإنسان نفسه  قال تعالى:{وما أضلنا إلا المجرمون }الشعراء 99 . وقال {ربنا هؤلاء أضلونا }الأعراف 38 .
يقي موضوع الآيات التي اقترنت فيها الهداية والضلال بمشيئة الله ، فهذه تفيد بأنه لا يهتدي أحدٌ جبراً عن الله ، أو يضل جبراً عنه ، وليس معناها أن إرادة الله هي التي فعلت الفعل ، قال تعالى :{ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء} النحل 93 . فإضلال الله لشخصٍ معناه : أن هذا الشخص آثر الغي على الرشاد وسعى إليه فناله . قال تعالى :{ فلما زاغوا أزاع الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين }الصف 5 . وقال {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون }الأنفال 23 . فمعنى يضل من يشاء لا يعدو قوله تعالى : {وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}البقرة 26 . هذه هي أهم عناصر العقيدة .
أما الفرق بين العقيدة والحكم الشرعي .  
العقيدة لغةً : ما عقد عليه القلب ، ومعنى عقد عليه أيّ جزم به ، أيّ صدقه يقينا .
فإن كان التصديق بأمر أساسي أو متفرعاً عن أمرٍ أساسي ، فإنه يصح أن يتخذ مقياساً لغيرة  فيكون لانعقاد القلب عليه أثر يدفع لتعيين موقف تجاهه من التصديق والتكذيب فيكون من العقيدة  والعقيدة هي الفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة ، وما قبل الحياة الدنيا وما بعدها .
فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيرهما وشرهما من الله تعالى هو العقيدة الإسلامية . والإيمان بالجنة والنار والملائكة والشياطين هو من العقيدة
كذلك الأفكار وما تعلق بها ، والأخبار وما يتعلق بها من المغيبات التي لا يقع عليها الحس  تعتبر من العقيدة أيضا .
أما الأحكام الشرعية : فهي خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد ، كالبيع والكفالة والصلاة وإقامة حدود الله وما شابه ذلك ، فإنه يعتبر من الأحكام الشرعية والتوحيد .
أما البعث والحساب والعذاب وكون القرآن كلام الله وما شابه ذلك ، فإنه يعتبر من العقيدة . والعقائد أفكار تصدق ، والأحكام الشرعية خطاب يتعلق بفعل الإنسان ، فمثلاً ركعتا صلاة الفجر ، الحكم الشرعي من حيث صلاتهما  والتصديق بكونهما من الله عقيدة ، وكذلك قطع يد السارق وتحريم الربا ،كون ذلك من الله  فحكمه الشرعي والتصديق به عقيدة ، وصلاة سنة الفجر ، لو لم يصلها لا شئ عليه ، ولو صلاها له ثواب  وذلك ينطبق على بقية السنن  من حيث الحكم الشرعي . أما من حيث العقيدة فالتصديق بركعتي الفجر أمر حتمي ، وإنكارهما كفر ، لأنهما ثبتا بطريق التواتر .
أما التصديق بركعتي المغرب فمطلوب ، لكن إنكارهما لا يعتبر كفراً ، لأنهما ثبتتا بدليل ظني وهو خبر آحاد ، وهو ليس بحجة في العقائد  وعليه فالعقيدة هي الإيمان ، والإيمان : هو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل يتوفر فيه القطع واليقين .
أما الحكم الشرعي : فهو خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد ويكفي فيه الظن .
فيكون أدراك الفكر ، وهو الحكم على الشيء والتصديق بوجوده أو عدم وجوده ، هو عقيدة . وإدراك الفكر واعتباره معالجة كفعل من أفعال الإنسان ، أو عدم اعتباره معالجة   هو حكم شرعي ، وفي اعتبار الفكر معالجة يكفي الدليل الظني ، أما لأجل التصديق بوجود دوافع الفكر ‎ فلا بد من الدليل القطعي .
       



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق